للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعدّة أخلافها ستّة ... وفاضل أولادها الفاضل

وقال عند ما نفي من دمشق لأجل هجائه الناس [الكامل]:

فعلام أبعدتم أخا ثقة ... لم يجترم ذنبا ولا سرقا

انفوا المؤذّن من بلادكم ... إن كان ينفى كلّ من صدقا

وقال ابن خلّكان: وكان له في عمل الألغاز وحلّها اليد الطولى. فمتى كتب إليه بشيء منها حلّه في وقته وكتب الجواب أحسن من السؤال، نظما. ولم يكن له غرض في جمع شعره، فلذلك لم يدوّنه. فهو يوجد مقاطيع في أيدي الناس. وقد جمع له بعض أهل دمشق ديوانا صغيرا لا يبلغ عشر ما له من النظم (١). وكان من أخفّ الناس روحا وأظرفهم وأحسنهم مجونا.

واتّفق أنّ البدر [ ... ] الجعبريّ كتب إلى الملك [١٦٥ أ] المعظّم عيسى كتابا في حقّ النجيب ياقوت غلام التاج الكنديّ، يشفع له في قبول شعره ومدائحه وحلف بالله ما قصده لجائزة، فقال ابن عنين [المتقارب]:

أتاك النجيب بأشعاره ... هي البعر لكنّه مذهب

ويحلف بالله ما قصده ... نوالا، ولكنّه يكذب

فلمّا سمعه النجيب هجا ابن عنين بأشعار، وقدّر بعد ذلك أن اجتمع عند المعظّم ابن عنين، والجمال عبد الرحيم ابن شيث، والنجيب

ياقوت. فأشار المعظّم بأن يتصالحوا ولا يتهاجوا، فقام ابن عنين وقبّل رأس النجيب، وقال: يا مولانا السلطان، كنت نظمت بيتين أشتهي أن يسمعهما السلطان حتى إذا سمعا لا يظنّ أنّي نقضت صلحا.

وأنشد [الكامل]:

قل للنجيب صرمت حبل مودّتي ... ظلما، وودّي في ولائك مخلص

وغضبت حين جعلت شعرك مذهبا ... وكذبت: فهو كما علمت مرصّص

وأنشد في ابن شيث [الخفيف] (٢):

كذب كلّ ما ادّعيت وزور ... أنا وحدي زيادة في الخيام

وضيوفي الألى يبيتون غرثى ... ويداي الطوال عند الطعام

٣٤٢١ - علاء الدين الجوهري [٦٦٦ - ٧٣٦] (٣)

[١٦٦ أ] محمد بن نصر الله بن محمد بن عبد الوهّاب، علاء الدين، الجوهريّ، الفقيه، المالكيّ.

تفقّه على مذهب مالك وناب عن القضاة المالكيّة في الحكم بالقاهرة، عن قاضي القضاة تقيّ الدين محمد الإخنائي، ودرّس بالجامع الحاكميّ. وترشّح لولاية قضاء القضاة. وولي نظر خزانة الخاصّ في الأيّام الناصريّة محمد بن قلاوون عوضا عن شمس الدين موسى ابن التاج إسحاق، المنتقل لنظر الخاصّ.


(١) زاد ابن خلّكان ٥/ ١٧: ومع هذا ففي الديوان أشياء ليست له.
(٢) ديوانه ١٤٨.
(٣) الدرر ٥/ ٤٤ (٤٦٢٢). وفي مخطوطنا: الجوجري، والإصلاح من الدرر، وقد سبقتها ترجمة في اللوحة ١٦٥ ب ملخّصة عن هذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>