للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشام، جاء عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وعبد الله بن مطيع في رجال من قريش والأنصار وقالوا لابن الحنفيّة: اخرج معنا نقتل يزيد (١).

فقال لهم: على ماذا أقاتله، ولم أخلعه؟

قالوا: إنّه قد كفر وفجر وشرب الخمر وفسق في الدين.

فقال لهم: ألا تتّقون الله؟ هل رآه أحد منكم يعمل ما تذكرون؟ لقد صحبته أكثر ممّا صحبتموه فما رأيت منه سوءا.

فقالوا: إنّه لم يكن يطلعك على فعله.

قال: أفأفطلعكم أنتم عليه؟ فلئن كان فعل، إنّكم لشركاؤه! ولئن كان لم يطلعكم لقد شهدتم غير ما علمتم.

فخافوا أن يثبط قعوده الناس عن الخروج.

فعرضوا عليه أن يبايعوه إذ كره أن يبايع لابن الزبير.

فقال: لست أقاتل، تابعا ولا متبوعا.

قالوا: فقد قاتلت مع أبيك؟

قال: وأين مثل أبي اليوم؟

فأخرجوه كارها ومعه بنوه متسلّحين، وهو في نعل ورداء، وهو يقول: يا قوم اتّقوا الله! لا تسفكوا دماءكم!

فلمّا رأوه غير [١٢٦ ب] منقاد لهم، خلّوه.

فذهب أهل الشام ليحملوا عليه، فضارب بنوه دونه، فقتل ابنه القاسم بن محمّد، وضرب أبو هاشم بن محمد قاتل أخيه فقتله. وأقبل ابن الحنفيّة إلى رحله فتجهّز، ثمّ خرج إلى مكّة من

فوره ذلك. فأقام بها حتّى حصر عبد الله بن الزبير حصاره الأوّل، وهو في ذلك قاعد عنه لا يغشاه ولا يأتيه.

وسأل قوم من الشيعة من أهل الكوفة عن خبره فأعلموا أنّه بمكّة، فشخصوا إليه. وكانوا سبعة عشر رجلا، وهم: معاذ بن هاني بن عديّ، ابن أخي حجر بن عديّ الكنديّ، ومحمد بن يزيد بن بزعل الهمدانيّ ثمّ الصائديّ، ومحمد بن نشر الهمدانيّ، وأبو المعتمر حنش بن ربيعة الكنانيّ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الكنانيّ، وهاني بن قيس الصائديّ، وصخير بن مالك المزنيّ، وسرح بن مالك الخثعميّ، والنعمان بن جعد المحامديّ، وشريح بن إحنا الحضرميّ، ويونس بن عمرو بن عمران الجابريّ، من غمدان، وعبد الله بن هاني الكنديّ، وهو الذي قتل مع المختار بعد ذلك، وجندب بن عبد الله الأزديّ، ومالك بن حزام بن ربيعة، قتله المختار بعد ذلك، وهو ابن أخي لبيد بن ربيعة الشاعر، وعبد الله بن ربيعة، وقيس بن جعونة الضباثيّ (٢)، وعبد الله بن ورقاء السلوليّ.

[رفض ابن الحنفيّة مبايعة ابن الزبير]

فبعث عبد الله بن الزبير إلى ابن الحنفيّة بعد انصراف أهل الشام من مكّة مع الحصين بن نمير السكونيّ، وموت يزيد بن معاوية أن: هلمّ فبايعني!

فأبى عليه. وبايع الناس ابن الزبير بالمدينة والكوفة والبصرة. فأرسل إليه: إنّ الناس قد بايعوا واستقاموا فبايعني!

فقال له: إذا لم يبق غيري بايعتك.

وبعث إلى السبعة العشر الكوفيّين يسألهم عن


(١) حاشية في الهامش: هذا كذب على ابن عمر، بل في البخاري أنّه نهى بنيه ومواليه أشدّ النهي عن الخروج على يزيد.
(٢) قال في الأنساب: ضباث بطن من جشم.

<<  <  ج: ص:  >  >>