للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلطان، ومعه خمس وظائف: أستادار، شادّ العمائر، مقدّم المماليك، أمير منزل، أمير مائة مقدّم ألف، ولولديه محمد وأحمد إمرتان. وهو أخو خوند طغاي [زوجة الناصر]، وله من التّمكّن في الدولة ما ليس لغيره.

فلمّا أقيم الملك المنصور أبو بكر قبض عليه لشيء كان في نفسه منه أيّام أبيه سببه عدم مراعاته له، في مستهلّ صفر (١) سنة اثنتين وأربعين، وأحيط بدوره فباع أمواله وحمل وهو في الترسيم ما ألزم به، فظهرت له نفائس كثيرة منها أنّه أبيع لزوجته سراويل بمائتي ألف درهم منها عشرة آلاف دينار مصريّة، وأبيع لها خفّ وسرموزة (٢) وقبقاب بخمسة وسبعين ألف درهم، فوقف فيه كثير ممّن ظلمهم وأخذ أموالهم من التجّار وغيرهم، ورافعوه، فأرضاهم بنحو مائتي ألف درهم. وما زال في المصادرة حتى ركب الأمير قوصون على السلطان (٣)، فأفرج عنه في يوم السبت تاسع عشره ووقف معه.

فلمّا تمّ لقوصون ما أراده (٤) أخرجه أميرا بدمشق، فسار بأهله وأقام بها.

ثم قدم إلى القاهرة صحبة الأمير قطلوبغا الفخريّ في نوبة سلطنة الناصر أحمد، وخلع عليه فيمن خلع عليه من الأمراء في يوم الخميس ثالث عشر شوّال منها، وأخرج إلى نيابة حمص فأقام بها إلى جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين. ثم صرف وصار من جملة الأمراء المقدّمين بدمشق إلى

شوّال منها، فاتّهم أنّه يكاتب أحمد الناصر بالكرك بعد خلعه من السلطنة بأخيه الصالح، فقبض عليه هو وعدّة أمراء، وسجنوا بقلعة دمشق في [ ... ] سنة أربع وأربعين [وسبعمائة]، ثمّ نقل إلى الإسكندريّة وقتل بها (٥).

وكان ظالما متكبّرا جبّارا كثير الطمع، قهر خلائق وأخذ منهم أموالهم بأنواع من الظلم.

وإليه تنسب المدرسة الأقبغاويّة بجوار الجامع الأزهر من القاهرة، ودار آق بغا بخطّ الخيميّين قريبا من الجامع الأزهر أيضا.

٨١٩ - آقجبا الحمويّ [- ٧٥٩] (٦)

[٢١٦ أ] آقجبا الحمويّ، الأمير فخر الدين، أحد المماليك [ ... ].

أحضره الصالح إسماعيل من حماه وعمله شادّ الشربخاناه فتمكّن منه بحيث لم يكن أحد بمنزلته ومنزلة الوزير نجم الدين محمود بن شروين (٧).

وكان يسامر السلطان وينادمه.

ثم أخرج بعد موته إلى حماة، وقبض عليه في نوبة يلبغا اليحياوي وأحضر مع أبيه طابطا إلى القاهرة في شهر رجب سنة ثمان وأربعين. فأقام في الخدمة، ثم أخرج إلى حماة في شعبان سنة اثنتين وخمسين.

[ومات في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وسبعمائة] (٨).


(١) في السلوك ٢/ ٥٦٣ والنجوم ١٠/ ١٠: كانت نكبته في آخر المحرّم ٧٤٢.
(٢) السرموزة والشرموزة: نوع من الخفاف تلبس فوق النعل.
(٣) خلع قوصون السلطان أبا بكر في ٢٠ صفر ٧٤٢ (السلوك ٢/ ٥٦٧).
(٤) ما أراده من تعويض المنصور أبي بكر بكجك.
(٥) السلوك ٢/ ٦٦٠.
(٦) أعيان العصر ١/ ٥٥١ (٢٩٦)؛ الوافي ٩/ ٣٠٥ (٤٢٣٧)؛ الدرر ١٠١٠، المنهل ٣/ ٤٩٣ (٤٩٩).
(٧) هو نجم الدين وزير بغداد (ت ٧٤٨).
(٨) تاريخ الوفاة من الدرر ومن أعيان العصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>