للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بذهب كثير وكسوة فاخرة وأعاده إلى بلاده. فأقام يبعث القود في كلّ سنة مدّة أعوام.

١٠٧٥ - ابن علوان ذخيرة الملك [- بعد ٥١٦] (١)

[٣٧٦ أ] جعفر بن علوان، ذخيرة الملك.

ولّاه الآمر بأحكام الله ولاية القاهرة والحسبة في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. فاشتدّ عسفه وظلمه. وبنى المسجد الذي عرف به، وسمّاه العامّة مسجد «لا بالله»، فإنّه كان يقبض الناس من الطريق ويعنّفهم في العمل به فيقولون له: لا بالله! - فيقيّدهم ويستعملهم بغير أجرة. ولم يعمل فيه منذ أنشأه إلّا صانع مكره، أو فاعل مقيّد.

وكان قد أبدع في عذاب الجناة وأهل الفساد أنواعا من العقوبات خرج فيها عن الحدّ. فابتلاه الله بالأمراض التي ما عهد الناس مثلها، حتّى مات. فتجنّب الناس تشييعه والصلاة عليه، وذكر عنه في حال غسله وحلوله بقبره ما يعيذ الله كلّ مسلم من مثله.

وهذا المسجد اليوم بجوار الرميلة تحت القلعة تجاه مدرسة السلطان حسن من شرقيّها.

١٠٧٦ - أخو المأمون البطائحيّ [- ٥٤٩] (٢)

[٣٧٩ أ] جعفر بن فاتك بن مختار بن حسن بن تمّام، الأمير ركن الخلافة، عزّ الملوك، أبو الفضل، ابن الأمير نور الدولة أبي شجاع، ابن الأمير منجد الدولة أبي الحسن، ابن الأمير أمين

الدولة أبي عليّ، المعروف بأخي الوزير الأجلّ المأمون أبي عبد الله محمد البطائحيّ.

رتّبه أخوه لمّا ولي وزارة الخليفة الآمر بأحكام الله أبي علي منصور، بحمل السيف الخاصّ، وهي رتبة جليلة المقدار لا يليها إلّا أمير عظيم القدر، وهو أكبر حامل.

وهذا السيف حليته ذهب مرصّعة بالجواهر في خريطة مرقومة بالذهب لا يظهر إلّا رأسه، يخرج من خزائن السلاح الخاصّ عند ركوب الخليفة في يوم العيد [ين] ونحوهما. فيسلّم إلى حامله، وهو ممّن يرخي الذؤابة ما دام حاملا له. ويكون في وقت مسير الخليفة راكبا في الجانب الأيسر هو وحامل الدواة.

وولّاه أيضا حماية خزائن الكسوات وصناديق النفقات فجلّ أمره واتّسعت أحواله، بحيث إنّه توفّيت له حظيّة من حظاياه فحصل للغاسلة من المصاغ الذهب المرصّع، والملبوس المذهّب، والفرش ما تزيد قيمته على ألف دينار، سوى مائة دينار عينا، وجارية تحمل المصاغ والملبوس.

وكان ممّا عمل في عنق هذه الحظيّة لمّا كفّنت عقد فيه ثلاثة عشر حجرا فيهم خمسة ياقوت أحمر رمّاني، وثمانية ما بين أزرق وأصفر يساوي جملة كثيرة. وجعل في أذنيها خرصان وزنهما أربعة مثاقيل ذهب وجوهر.

ثمّ لمّا قبض الآمر بأحكام الله على الوزير المأمون، قبض على جعفر هذا في جملة من قبض عليه. ثمّ أفرج عنه. وتأخّرت وفاته إلى خلافة الفائز فمات في أثناء سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وصلّى عليه الصالح طلائع بن رزّيك في الإيوان.

وخلّف سبعة ذكور وأربع بنات فرقّت أحوالهم


(١) أخبار مصر لابن المأمون ٤٧ وهامش ١؛ الخطط ٢/ ٤١١: مسجد الذخيرة أو مسجد «لا بالله»، والترجمة منقولة عن ابن المأمون.
(٢) الخطط ١/ ٤٦٢ في ترجمة المأمون البطائحيّ، وكذلك المقفّى رقم ٢٩٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>