للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الدارقطنيّ: قال لنا محمد بن مخلد: كان الرماديّ إذا اشتكى شيئا قال: هاتوا أصحاب الحديث! - فإذا حضروا عنده قال: اقرؤوا عليّ الحديث!

وقال عبّاس الدوريّ: ما لنا، نحن والرمادي؟

لقد أردت الخروج إلى البصرة، أنا ورجل، فقال الرجل: ترافقني. فقلت: بيني وبينك الرماديّ.

فقلنا له: فقال: ليس هو من بابتك: أنت تكتب ما لا يكتب، وهو يكتب ما لا تكتب. فنحن نتحاكم إليه في ذلك الوقت. قال العبّاس: أنا أسكت من أمر الرماديّ عن شيء أخاف أن لا يسعني: كنت ربّما سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو بكر الرمادي [١٤٠ أ].

وقال إبراهيم الأصبهانيّ: لو أنّ رجلين قال أحدهما: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وقال الآخر:

حدّثنا أبو بكر الرماديّ، كانا سواء- وفي رواية:

هو أثبت منه- يعني من أبي بكر بن أبي شيبة.

وعن محمّد بن رجاء البصريّ: قلت لأبي داود السجستانيّ: لم أرك تحدّث عن الرماديّ؟

قال: رأيته يصحب الواقفة (١) فلم أحدّث عنه.

وقال الدارقطني عنه: ثقة.

ومات يوم الخميس لأربع بقين من ربيع الآخر سنة خمس وستّين ومائتين.

٦٢٨ - ابن المنيّر الإسكندريّ [٦٢٠ - ٦٨٣] (٢)

[٢٤ أ] أحمد بن محمد بن منصور بن أبي

بكر بن قاسم بن مختار بن عليّ، أبو العبّاس، ابن أبي المعالي، القاضي ناصر الدين، ابن وجيه الدين، المعروف بابن المنيّر، الجذاميّ، الإسكندريّ، الفقيه، المالكيّ.

ولد في ثالث ذي القعدة سنة عشرين وستّمائة بالإسكندريّة. وسمع الحديث من أبيه، ومن يوسف المخيليّ، وابن رواج، وغيرهم. وبرع في عدّة فنون من تفسير وفقه وأصول، ونحو، وأدب، بحيث إنّه كان لا يناظر تعظيما لفضيلته بل تورد الأسئلة بين يديه، فيسمع ثمّ يجيب. وكان فصيحا مفوّها.

ونقل عن الشيخ عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السلام أنّه قال: ديار مصر تفتخر برجلين في طرفيها: ابن المنيّر بالإسكندرية، وابن دقيق العيد بقوص.

وله تصانيف مفيدة، منها: تفسير القرآن العزيز في مجلّدات، وكتاب الانتصاف من صاحب الكشّاف، وكتاب المقتفى، وكتاب تفسير حديث الإسراء، في مجلّد. وديوان خطب.

وعيب بأنّه كان فيه شغب عند البحث وإساءة.

وكان فيه تيه وتعاظم.

وقال الرضيّ الشاطبيّ عنه: كان فاضلان في بلادهما ما يستويان حتّى يقيما بالقاهرة: ابن دقيق العيد، وابن المنيّر. فأمّا ابن دقيق العيد، فحضر ولقي العلماء. وابن المنيّر لم يحضر إلّا مجتازا.

وناب في الحكم أوّلا بالإسكندرية، ثمّ استقلّ بقضائها عوضا عن [ ... ].

ونكب في سنة ثمانين وستّمائة. واتّهم أنّه وجد عنده خمر. فعزل عن القضاء والخطابة وسائر ما بيده. وقدم القاهرة وسعى حتّى ظهرت براءته، وأعيد إلى القضاء وغيره فما خرج عنه.


(١) في تهذيب التهذيب ١/ ٨٣ (١٤٣): كان مذهبه التوقّف في مسألة خلق القرآن.
(٢) الأعلام ١/ ٢١٢، الوافي ٨/ ١٢٨ (٣٥٤٨)، فوات ١/ ١٣٢، شذرات ٥/ ٣٨١، الديباج ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>