للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخمور وما فيها من الشرور (١) وغير ذلك.

قال فيه ابن رشيق: شاعر سهل الكلام محكمه، لطيف الطبع قويّة، تلوح الكتابة على ألفاظه، قليل صنعة الشعر، غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ وتأليف الأخبار، وهو بذلك أحذق الناس.

وكتب [ب] الحضرة مدّة نيف وعشرين سنة.

وكان قدم إلى مصر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بهديّة من نصير الدولة باديس بن [منصور بن يوسف بن] زيري إلى الحاكم، فقال قصيدة يذكر فيها المناهل ثمّ قال [الطويل]:

إذا ما ابن شهر قد لبسنا شبابه ... بدا آخر من جانب الأفق يطلع

إلى أن أقرّت جيزة النيل أعينا ... كما قرّ عينا ظاعن حين يرجع

ومن شعره [البسيط]:

ريم إذا ما معاريض المنى خطرت ... أجلّه المتمنّي عن أمانيه

يا إخوتي أأقاحي فيه أقتل لي ... أم خطّ راءين من مسك على فيه؟

أم حسن ذاك التراخي في تكلّمه ... أم حسن ذاك التهادي في تثنّيه؟

وقال يتشوّق إلى إخوانه بمصر، من أبيات [الطويل]:

هل الريح إن سارت مشرّقة تسري ... تؤدّي تحيّاتي إلى ساكني مصر؟

فما خطرت إلّا بكيت صبابة ... وحمّلتها ما ضاق عن حمله صدري

لأنيّ إذا هبّت قبولا بنشرهم ... شممت نسيم المسك من ذلك النشر

فكم لي بالأهرام أو دير نهية ... مصائد غزلان المكابد (٢) والقفر

إلى جيزة الدنيا بما قد تضمّنت ... جزيرتها ذات المواخير والجسر

وبالمقس والبستان للعين منظر ... أنيق إلى شاطي الخليج إلى القصر

وفي سردوس مستزاد وملعب ... إلى دير مرحنّا إلى ساحل البحر

فكم بين بستان الأمير وقصره ... إلى البركة النضراء من زهر نضر

تراها كمرآة بدت في رفارف ... من السّندس الموشى ينشّر للتّجر

وكم ليلة لي بالقرافة خلتها ... لما نلت من لذّاتها ليلة القدر

٣٠٥ - إبراهيم بن كيغلغ [- ٣٠٨] (٣)

الأمير الكاتب الأديب، أبو إسحاق.

ولّاه أمير المؤمنين المقتدر بالله مدنا على ساحل الشام، منها اللاذقيّة وجبلة (٤) وصيدا وأعمالها. فورد الموصل وسأل عن أهل الأدب فخرجوا إليه، فرحّب بهم، وأنشدهم من شعره وشعر غيره.

وذكره ابن العديم وقال إنّه صاحب حمص [و] أمير مذكور، ومن أمراء عرب الشام، له غزوات.

وكان أديبا فاضلا. وهو أخو أحمد بن كيغلغ (٥).


(١) نشر عبد الحفيظ منصور جزءا منه بتونس سنة ١٩٧٦.
(٢) ج مكبدة وهي المفازة.
(٣) الوافي ١/ ٩٥ (٢٥٢٦) - فوات ١/ ٥٣ - وفيات (في ترجمة الإخشيد رقم ٦٨٩).
(٤) جبلة: قلعة قرب اللاذقيّة من أعمال حلب (ياقوت). وهي مدينة ساحليّة بين طرطوس واللاذقية.
(٥) أحمد بن كيغلغ له الترجمة رقم ٥٥٩ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>