للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو الفرج ابن الجوزي: يحتمل أنّه شرب النبيذ متأوّلا فسكر من غير اختيار، وأنّ عمر رضي الله عنه ضربه ضرب تأديب لا ضرب حدّ، فمرض لسبب آخر ومات، لا من الضرب.

١٤٦١ - شمس الدولة ابن منقذ [٥٢٣ - ٦٠٠] (١)

[٤٨ أ] عبد الرحمن بن محمد بن مرشد بن عليّ ابن مقلد بن منقذ، أبو الحسين، وأبو الحرث، ابن أبي عبد الله، ابن أبي سلامة، الشيزريّ، أمير أديب فاضل.

مولده بشيزر يوم الأحد سابع شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وقدم إلى القاهرة، وبعثه السلطان صلاح الدين يوسف رسولا إلى المغرب (٢) عند حصار عكّا، فنزل الإسكندريّة وسمع الحافظ السّلفيّ. وسمع بفاس من أبي الحسن علي بن محمد بن فرحون، وعاد.

وكتب من الإسكندريّة إلى سيف الدولة عند عوده من المغرب إليها [الوافر]:

ذكرتك في سلا او القلب عنكم ... على فرط التنائي غير سال

وفي أسفي خلى أسف عليكم ... وأشواق تجدّدها الليالي (٣)

على البحر المحيط حططت رحلي ... منازل لم تكن يوما ببالي

بلاد لو سرى طيف إليها ... لأعجزه الوصول من الكلال

ولو ريح الصبا طلبت هبوبا ... إليها لاستعانت بالشمال

تملّ من المسير الشمس حتّى ... توافيها على فرط الملال

وأعجب ما رأيت بها رجوعي ... إليكم وهو أغرب ما جرى لي

وكتب إلى مجد الدين أسامة بن منقذ [الطويل]:

أأحبابنا عزّ اللقاء وما أرى ... تمادي هذا البين يفضى إلى حدّ

إذا قلت قد آن التداني تجدّدت ... خطوب من الأيّام تحكم بالبعد

ولست ألوم الدهر فيما أصابني ... لأنّ التنائي كان منّي على عمد

وبعدك مجد الدين أعظم خطّة ... لقيت، وما حال المفارق للمجد؟

وكتب إليه [البسيط]:

إن كانت الكتب فيما بيننا انقطعت ... فإنّ حبل ودادي غير منقطع

وإن تصدّع شملي عن جنابكم ... فإنّ شمل ثنائي غير منصدع

وقال [الطويل]:

يقولون: لو كان الهوى منه صادقا ... لأصبح مغرّى بالفراق وذمّه

ولولا احتجاجي بالتفرّق والنوى ... لما فزت في يوم الوداع بلثمه

وكانت وفاته بالقاهرة أوّل سنة ستّمائة.

١٤٦٢ - أبو القاسم الحضرميّ [٤٦٦ - ٥٤٤] (١*)

[٤٨ ب] عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن الفضل، أبو القاسم، الحضرميّ، حدّث عن


(١) التكملة، ٢/ ٥٢ (٨٥٦) - الوافي، ١٨/ ٢٥١ (٣٠١) ومنهما لقب شمس الدولة.
(٢) في الوافي: إلى ابن تاشفين صاحب مرّاكش.
(٣) آسفي مدينة بالمغرب مثل سلا، والبيت عسير الفهم.
(١*) ذكره الذهبي عرضا في ترجمة ابنيه محمد وأحمد- سير أعلام النبلاء، ٢١/ ٢١٦ - ٢١٧ (١٠٦ - ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>