للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حبس أبا جعفر- أطلقه وأحسن إليه وأذن له في الخروج عن بلاده. فمضى إلى مصر وأقام بها سنين كثيرة. ورجع إلى العراق بكتب نفيسة، منها كتاب الأنساب للبلاذريّ (١) في عشرين مجلّدا، و [ب] عدّة أواني بلّور. وقصد نظام الملك فأكرمه وأجرى عليه وعلى ابنه أبي اليمن مسعود جراية سنيّة. ووردا بعد ذلك بغداد فأقاما بها. وكانا يعرفان الكلام على مذهب المعتزلة، وصار لهما مجلس نظر يحضره الفقهاء. [٨٨ أ]

وتوفّي أبو جعفر في رابع المحرّم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وقد جاوز التسعين سنة.

وتقدّم ابنه أبو اليمن عند الوزير عميد الدولة أبي منصور بن جهير. ورفع إلى الخليفة المستظهر بالله عنه أسباب، [ف] تقدّم بإخراجه فسار إلى سيف الدولة أبي الحسن صدقة بن مزيد (٢). ومات عنده بالنيل (٣) في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.

١٧٧١ - شمس الدين ابن عدلان [٦٦٦ - ٧٤٩] (٤)

محمد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن عدلان بن محمود بن لاحق بن داود، شمس الدين، أبو عبد الله، الإمام المفتي، الكنانيّ، الشافعيّ، المصريّ.

سمع من العزّ الحرّانيّ، والحافظ شرف الدين

الدمياطيّ، وأبي الحسن عليّ بن نصر الله بن الصوّاف. وتفقّه على الوجيه البهنسيّ. وقرأ الأصول على شمس الدين محمد بن محمود الأصبهانيّ، والنحو على بهاء الدين ابن النحّاس.

وأفتى وناظر ودرّس بالجامع الأزهر، وصار من صدور الشافعيّة بديار مصر. ناب عن قاضي القضاة تقيّ الدين أبي الفتح ابن دقيق العيد، ودرّس بعدّة مدارس. وتوجّه رسولا إلى اليمن في الأيّام الناصريّة محمّد بن قلاوون.

وشرح مختصر المزنيّ. وكان يشارك في عدّة علوم، وكان علّامة بارعا مشارا إليه في الفتوى، ديّنا، متواضعا. وعمّر، وولي قضاء العسكر في سنة اثنتين وأربعين [وسبعمائة] بعد نزاع طويل بينه وبين بهاء الدين أبي حامد ابن السبكيّ.

وتوفّي في [يوم الأربعاء سابع أو ثامن ذي القعدة] سنة تسع وأربعين وسبعمائة في الطاعون.

وقد انتهت إليه رئاسة العلم، وصار يضرب المثل باسمه. ومولده سنة ستّ (٥) وستّين وستّمائة في ثالث عشرين صفر.

١٧٧٢ - ابن عجلان الغزّيّ [٦٤٨ - ٧٢٤]

محمد بن أحمد بن عثمان بن عجلان، أبو عبد الله، ابن أبي العبّاس، القيسيّ، الغزّيّ.

ولد في سنة ثمان وأربعين وستّمائة. وسمع من أبيه وغيره. وقدم مصر، وحدّث عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن السرّاج بكتاب الروض الأنف بسماعه عن السهيليّ. رواه عنه فتح الدين محمد ابن سيّد الناس.

وتوجّه للحجّ فمات قريبا من عقبة أيلة في سنة


(١) هو كتاب أنساب الأشراف الذي يطبع ببيروت تباعا في سبعة مجلّدات.
(٢) في الوفيات ٢/ ٤٩٠ (٣٠٢): صدقة بن دبيس بن مزيد «ملك العرب» صاحب الحلّة السيفيّة.
(٣) النيل بليدة في سواد الكوفة (تعليق ناشر الجواهر المضيئة عبد الفتّاح الحلو ص ٤٦ هامش ٥).
(٤) الوافي ٢/ ١٦٨ (٥٢٥)، الدرر ٣/ ٤٢٣ (٣٤١٠)، السبكيّ ٥/ ٢١٤ أو ٩/ ٩٧ (١٣٠٥)، غاية النهاية ٢/ ٧٠ (٢٧٥١) والزيادة منها، أعيان العصر المخطوط ٢/ ٤٣٤.
(٥) في غاية النهاية: سنة ٦٦٢، وفي مرآة الجنان ٤/ ٢٤٧:
إحدى وستّين.

<<  <  ج: ص:  >  >>