للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان زاهدا يعدّ من الأبدال.

وكتابه في الجرح والتعديل يقضي له بالرتبة المنيفة في الحفظ. وكتابه في التفسير عدّة مجلّدات.

وله مصنّف كبير في الردّ على الجهميّة يدلّ على إمامته.

قال علي بن أحمد الفرضي: ما رأيت أحدا ممّن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قطّ.

ويروى أنّ أباه كان يعجب من تعبّد عبد الرحمن ويقول: من يقوى على عبادة عبد الرحمن؟ لا أعرف له ذنبا!

وقال علي بن إبراهيم الرازي الخطيب: كان عبد الرحمن قد كساه الله بهاء ونورا يسّر به من نظر إليه. سمعته يقول: رحل بي أبي سنة خمس وخمسين وما احتلمت بعد. فلمّا بلغنا ذا الحليفة (١) احتلمت فسرّ أبي حيث أدركت حجّة الإسلام.

وقال ابن أبي حاتم: كنّا بمصر سبعة أشهر لم نشرب فيها مرقة، نهارنا ندور على الشيوخ، وبالليل ننسخ ونقابل. فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل. فرأينا سمكة أعجبتنا فاشتريناها.

فلمّا صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ فمضينا. فلم تزل السمكة ثلاثة أيّام وكادت تتغيّر فأكلناها نيّة، ولم نتفرّغ نشويها.

ثمّ قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد.

وقال: وقع عندنا الغلاء، فأنفذ بعض أصدقائي حبوبا (٢) من أصبهان. فبعته بعشرين ألفا، وقال لي: اشتر لي بها دارا.

فأنفقتها على الفقراء، وكتبت إليه: اشتريت

لك بها قصرا في الجنّة.

فقال: رضيت إن ضمنت!

فكتبت على نفسي صكّا بالضمان. فرأيت في المنام: قد قبلنا ضمانك، ولا تعد لمثل هذا!

[٣٥ ب] وقال محمد بن مهرويه: سمعت ابن الجنيد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إنّا لنظعن عن أقوام لعلّهم قد حطّوا رحالهم في الجنّة من مائتي سنة (قال محمد بن مهرويه): فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يحدّث بكتاب الجرح والتعديل، فحدّثته بهذا فبكى وارتعدت يداه وسقط الكتاب وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية.

توفّي في المحرّم من سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.

١٤٤٢ - زين الدين الرّشيدي [٧٤١ - ٨٠٣] (١*)

عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم [بن لاجين]، الرّشيدي، [زين الدين، الموقّت].

ولد سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. و] سمع على الميدوميّ وابن عبد الهادي، واشتغل في الفرائض فاشتهر بها، وولي رئاسة المؤذّنين.

وكان أحد عدول القاهرة.

وله شرح الجعبرية والياسمينية [في الجبر والمقابلة] (٢*).

وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانمائة، وله اثنتان وستّون سنة.


(١) ذو الحليفة: على ستّة أميال من المدينة، ومنها ميقات المدنيّين (ياقوت).
(٢) حبوب أيضا عند السبكي، ولا ندري هل يعني القمح ونحوه.
(١*) طبقات ابن قاضي شهبة، ٤/ ٣١ (٧٣٠) والإكمال منها- شذرات، ٧/ ٢٩ - الضوء اللامع، ٤/ ١١٩ (٣١٩) - الدليل الشافي، ٤٠٦ (١٣٩٩). والخطّ مشوّه فاضطررنا إلى الإكمال من المصادر الأخرى.
(٢*) في درر العقود ٢/ ٣٨١ (٧١٨) أنّه كان عالما بالميقات.
فلذلك قال هنا: رئيس المؤذّنين. هدية العارفين ٥٢٨ وكشف الظنون ١٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>