للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المخزوميّ، مولاهم، المدنيّ، مؤذّن أهل برقة.

يروي [١٤٣ أ] عن الحارث بن يزيد، وواهب بن عبد الله، وسليمان بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزّبير.

روى عنه عليّ بن معبد بن شدّاد العبديّ. خرّج له أبو داود في المراسيل.

٣٣٤٤ - أبو عبد الله ابن مفرّج القبّشيّ [- ٣٧١] (١)

[١٤٢ أ] محمد بن مفرّج بن حمّاد بن الحسين، المعافريّ، القبّشي، أبو عبد الله.

كان من أهل العلم والفضل والرواية والفهم.

رحل وحجّ، وروى بالمشرق، وكتب علما كثيرا.

وكان أبوه مفرّج بن حمّاد من الصالحين.

ورحل وحجّ وجاور بمكّة نحو عشرين سنة إلى أن توفّي بها.

كان أبو عبد الله فقيها ورعا عربيّا شريفا يقظا نبيلا عاقلا أديبا فصيحا وسيما غنيّا موفورا، أبيّ النفس، متصاونا، مستحمدا إلى الناس، محتفظا منهم، ذا فهم ومعرفة وأخلاق جميلة وانقباض عن السلطان وأشباهه، وتورّع صحيح عن مداخلتهم والركون إليهم. رحل فحجّ مرارا وجاور زمانا وجاهد أعواما ولزم الرباط بثغور المسلمين مدّة من السنين حتّى بدّن وأوهنه الكبر، فالتزم داره بقرطبة وصار حليس بيته يعيش من ضيعته. وكان يلتزم أداء الزكاة حتى في التين وغيره من الفواكه،

يأخذ في ذلك برأي عبد الملك بن حبيب (٢).

وكان يفرغ نفسه للعبادة في شهر رمضان فيغلق بابه طول نهاره ويقبل على التلاوة والذكر والصلاة، فلا يتحرّك من داره إلّا إلى المسجد خاصّة لأوقات الصلوات، ثمّ يعود إلى ما كان عليه، ولا يدخل عليه من عياله إلّا الفواعل يدنين إليه ما يحتاج، قد عرف إخوانه في ذلك رسمه، فإذا جاء شهر رمضان توقّفوا عن قصده إلى أن يجيء الفطر فينثالون عليه. وكان يقتدي في ذلك بشيخه محمد بن عمر ابن [١٤٢ ب] لبابة، وكان يشدّد في طهارة جسمه ويتأبّه أن يصيبه دنس. وكان مولعا باستعمال الطيب، يستعمله في كلّ أوقاته في حضره وسفره، حتّى إنّ جيرانه كانوايحرصون على الصلاة بموضعه التذاذا بما عبق من طيبه.

وهو أوّل من أدخل المروزيّة كاملة، وأخذ كتاب الإشراف على اختلاف العلماء عن مؤلّفه أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر، ولقي أبا جعفر ابن النحّاس، وأخذ كتبه أجمع رواية عنه. ولقي ابن الأعرابيّ، والآجريّ، وابن شاذان. ولقي بالأندلس الخشنيّ، وطاهر بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، ومحمّد بن عمر بن لبابة، وسعيد بن خمير، وسعيد بن عثمان الأعناقيّ، وعبيد الله بن يحيى بن يحيى، وأسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، ومحمد بن قاسم، ونظراءهم.

واعتلّ يوم الاثنين غرّة شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة من شوصة (٣) أصابته أقام بها


(١) ابن الفرضيّ ٢/ ٨٤ (١٣٣١) وهو عنده، ابن مفرّ بن عبد الله من أهل قرطبة وزاد: ويعرف بالغنيّ. وقال ياقوت: عين قبّش غربيّ قرطبة ونقل عن السلفي ترجمة ابنه أبي الحسن بن محمد بن مفرّج (٣٤٣ - بعد ٤٣٠).
هذا وإنّ الترجمة رجعت بنا إلى الورقة السابقة، ممّا يدلّ على اختلال ترتيب المخطوط.
(٢) عبد الملك بن حبيب فقيه الأندلس (ت ٢٣٨) لم يذكر له الذهبيّ (أعلام ١٢/ ١٠٢ رقم ٣٢) رأيا خاصّا في الزكاة، ولا ابن الفرضي ١/ ٤٥٩ (٨١٤)، ولا ابن فرحون:
الديباج ١٥٤.
(٣) الشوصة: اختلاج العرق، أو وجع بالبطن.

<<  <  ج: ص:  >  >>