للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلّاميّة والماحوزة والمراوزة والمناصف (١).

وكان إذا قدم إلى مصر يخرج كريم الدين الكبير، مع عظمته، إلى لقائه. وكتب له مرسوم أن لا يؤخذ منه عن مبلغ خمسين ألف درهم شيء للديوان السلطانيّ، وما عداها فيؤخذ منها نصف ما يؤخذ من غيره.

فلمّا مات أبو سعيد ووقع الاختلاف بتلك الديار بين المغل اتّضع بها جاهه وغرم مالا كثيرا. فكتب إلى السلطان يسأله في طلبه من الشيخ حسن (٢). فكتب إليه بتجهيزه، فجهّزه إلى مصر صحبة رسوله، وسأله التوسّط بين السلطان وبينهم في دوام الصلح. فقدم في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة (٣)، وأقام بالقاهرة حتّى مات السلطان، وأقيم من بعده ابنه الملك المنصور أبو بكر. [ف]- قبض عليه الأمير قوصون وصودر على مال، ثمّ أفرج عنه ولزم داره حتّى مات بالقاهرة يوم الأربعاء سابع جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. ودفن بتربته خارج باب النصر.

وكان ذا عقل وافر وتدبير جيّد، وخبرة بأخلاق الملوك ومعرفة بآدابهم [٢٠١ أ] وأغراضهم مع خلق ريّض وكلام سديد وشكالة مليحة وطلعة بهيّة.

٧٨٢ - إسماعيل المحلّيّ [- بعد ٥٤٠] (٤)

[١٦٧ ب] إسماعيل بن محمود بن أحمد بن الحسن، المحلّيّ، المقرئ.

كان أصله من دمشق، وسكن المحلّة (٥)، وولي الخطابة بجامعها، وناب في الحكم، وسمع من القاضي مجلّي (٦) والسلفيّ وسعيد المأمونيّ. قال السلفيّ: قرأ عليّ معالم السّنن للخطّابيّ (٧) قراءة صحيحة لا تملّ. وكان له تصدير بالمحلّة.

مات في حدود الأربعين وخمسمائة.

٧٨٣ - ابن عوف المالكيّ [٤٨٥ - ٥٨١] (٨)

[١٦٨ أ] إسماعيل بن مكّي بن إسماعيل بن عيسى بن عوف بن يعقوب بن محمّد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، القرشيّ، الزهريّ، الفقيه، رشيد الدين، جمال الفقهاء، صدر الإسلام، أبو الطاهر، ابن أبي الحرم، المعروف بابن عوف، المالكيّ.

مولده سنة خمس وثمانين وأربعمائة.

وتفقّه على أبي بكر محمّد بن الوليد الطرطوشيّ، وسمع منه الحديث، ومن أبي عبد


(١) الماحوزة جاءت مأخوذة في الخطط ولا نعرفها ولا المناصف؛ أمّا المراوزة فقرب سنجار، وكلّها حسب ما يبدو إقطاعات بأعالي الجزيرة لأنّ بو سعيد «سلطان العراقين وخراسان» كان يقيم ببغداد. انظر رحلة ابن بطوطة ١٥٢.
(٢) الشيخ حسن «تغلّب على عراق العرب جميعا» بعد وفاة بو سعيد ابن خاله.
(٣) السلوك ٢/ ٤٤٦.
(٤) طبقات القرّاء ١/ ١٦٩ (٧٨٦) - حسن المحاضرة ١/ ٢٣٤، وأرّخ وفاته بنيف وثلاثين وأربعمائة، وهو أمر مستغرب.
(٥) «المحلّة الكبرى من ديار مصر» (طبقات القرّاء).
(٦) الفقيه مجلّي بن جميع (ت ٥٥٠): سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٣٢٥ (٢١٨).
(٧) معالم السنن: شرح سنن أبي داود، لأبي سليمان الخطّابيّ (ت ٣٨٨): كشف الظنون ١٠٠٥.
(٨) الوافي ٩/ ٩٢٨ (٤١٣٢) - حسن المحاضرة ١/ ٢١٣، شذرات ٤/ ٢٦٨ - العبر ٤/ ٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>