للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، الشريف تقيّ الدين، أبو النقاء، ابن الشيخ أبي محمد ضياء الدين، ابن أبي عبد الله، ابن الشيخ أبي محمد عبد الرحيم، الحسينيّ، الصعيديّ، القناويّ، الشافعيّ.

إمام فاضل عالم زاهد سليم الصدر، من بيت الصلاح والدين، وأبوه ضياء الدين إمام مفت، وجدّه الشيخ عبد الرحيم علم الزهّاد شيخ أبي الحسن ابن الصبّاغ. وأمّه علماء أخت قاضي القضاة أبي الفتح تقيّ الدين محمد بن عليّ ابن دقيق العيد.

ومولده في سنة خمس وأربعين وستّمائة بقوص. وسمع الحديث من أبي محمد عبد الغنيّ بن سليمان بن بنين، وأبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن نصر بن فارس. وحدّث بالقاهرة.

سمع [منه] الشيخ قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور وغيره. وكان عسرا في التحديث.

مطّرح الجانب، قليل التكلّف، متقلّلا من الدنيا، فقيها شاعرا فهما صالحا. وولي تدريس المدرسة المسروريّة بالقاهرة. فلمّا بنى الأمير بهاء الدين أرسلان الدوادار الخانقاه على شاطئ النيل بالمنشأة الجديدة المجاورة لمنشأة المهراني خارج مدينة مصر، ولّاه مشيختها.

وبها مات ليلة الاثنين رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وصلّى عليه بكرة النهار ودفن عند والده بالقرافة.

ومن شعره لمّا حدثت الزلزلة بمصر [سنة اثنتين وسبعمائة- المتقارب]:

مجاز حقيقته فاعبروا ... ولا تعمروا هوّنوها تهن

وما حسن بيت له زخرف ... تراه إذا زلزلت لم يكن (١)

١٩٩٣ - أبو الفضل الخزاعيّ المقرئ [- ٤٠٨] (٢)

محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل، أبو الفضل، الخزاعيّ، الجرجانيّ، المقرئ، من ولد بديل بن ورقاء.

كان اسمه كميلا فغيّر اسمه وتسمّى محمّد [ا].

قرأ بحرف ابن عامر على أبي العبّاس الحسن بن سعيد بفارس. وقرأ القرآن كلّه على أبي بكر أحمد بن نصر المقرئ، وأخبره أنّه قرأ على أبي العبّاس أحمد بن محمد بن عبد الصّمد بن يزيد الرازيّ بالأهواز، وأخبره أنّه قرأ على الفضل بن شاذان، وقرأ الفضل على أحمد بن يزيد الحلوانيّ، وقرأ الحلوانيّ على هشام بن عمّار.

وسمع الحديث بمصر من أبي عديّ عبد العزيز بن عليّ بن إسحاق بن الفرج، وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن إدريس الرازيّ، وأبي الطيّب عبد المنعم بن أحمد بن غلبون، وغيره.

وحدّث بدمشق وبغداد عن يوسف بن يعقوب النجيرميّ وجماعة.

روى عنه القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسّن التنوخيّ، في آخرين. قال حمزة في تاريخ جرحان: رحل إلى العراق والشام ومصر وفارس وأصبهان وخراسان، وصنّف كتبا في القراءات.

وقال أبو نعيم في تاريخ أصبهان: أحد من يحفظ القراءات.


(١) تورية بأسماء ثلاث سور: الزخرف، الزلزلة، البيّنة.
وهذا الزلزال أصاب الإسكندريّة خاصّة: مرآة الجنان ٤/ ١٧٧ (ذو القعدة ٧٠٢).
(٢) غاية النهاية ٢/ ١٠٩ (١٨٩٣)، تاريخ بغداد ٢/ ١٥٧ (٥٨١)، الوافي ٢/ ٣٠٥ (٧٤٨)، مرآة الجنان ٣/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>