للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كلّ حاجب ألف دينار، وكلّ واحد من صغار الحواشي مائة دينار، وكلّ واحد من حرّاس الدار عشرين دينارا. وكان يهب ويتصدّق ويبرّ أهل العلم والأدب والفقراء، ويكسو في الشتاء كلّ سنة ألفي فقير. وعمّر سواد الكوفة وجدّد جسر بغداد، وعمل مارستانا. وكان يجري الصدقات على الفقراء فيما بين بغداد وشيراز. وسنّ تفرقة الحلوى في النصف من شهر رمضان كلّ سنة فاستمرّ بعده.

واتّفق أنّ بعض أصحابه قتل رجلا ظلما، فاستغاثت به امرأة المقتول فلم يلتفت إليها.

فتعرّضت له ليلا، وقد يئست من أخذ ثأرها، وقالت له: أيّها الوزير، إنّ القصص التي كنت أرفعها إليك فلا تلتفت إليها، قد صرت أرفعها إلى الله (عزّ وجلّ) وأنا منتظرة خروج التوقيع من جهته. فلمّا قبض عليه قال: لا شكّ بأنّ توقيع المرأة قد خرج.

ولمّا قبض عليه سلطان الدولة حبسه وأحاط بأمواله وأولاده وأسبابه، وقتله ليلة الثلاثاء سلخ ربيع الأوّل سنة سبع وأربعمائة، وعمره اثنتان وخمسون سنة وأحد عشر شهرا وأربعة أيّام.

وكانت أيّام نظره بالعراق خمس سنين وأربعة أشهر واثني عشر يوما.

ووجد له ستّمائة ألف دينار، ونيف وثلاثون ألف دينار عينا، وألف ألف دينار ومائتا ألف دينار مطيعيّة، سوى المصاغات والفرش وغيرها. ورثاه الشريف المرتضى.

ثمّ خلص ولده أبو شجاع. وقدم مصر، وترقّى

[في] الأيّام المستنصريّة إلى أن تقلّد الوزارة بعد صرف أبي علي الحسن بن إبراهيم بن سهل التستريّ، فخدم فيها أيّاما وصرف في حادي عشرين المحرّم سنة سبع وخمسين وأربعمائة بأبي محمد الحسن بن مجلّي ابن أبي كدينة. ثم أعيد بعد أربعة أيّام، وصرف في نصف ربيع الأوّل بسديد الدولة أبي القاسم هبة الله بن محمد الرعيانيّ (١) الرحبيّ. ولم يزل إلى أن قدم أمير الجيوش بدر [٦٤ ب] الجمالي، [ف] قتله فيمن قتل من الوزراء في سنة ستّ وستّين وأربعمائة، وهو متوجّه من القاهرة في البحر يريد الشام فلقيه في طريقه وقتله.

٣٢١٠ - سعد الدين ابن العربيّ [٦١٨ - ٦٥٦] (٢)

[٦٥ أ] محمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد ابن عبد الله، سعد الدين، ابن الشيخ محيي الدين، ابن أبي عبد الله، ابن العربيّ، الطائيّ، الحاتميّ.

ولد بملطية في رمضان سنة ثماني عشرة وستّمائة. وسمع الحديث ودرس، وقال الشعر الجيّد، وله ديوان شعر مشهور.

توفّي بدمشق في [ ... ] سنة ستّ وخمسين وستّمائة. ودفن عند أبيه بسفح قاسيون.

قدم القاهرة. ومن شعره [الرجز]:

لمّا تبدّى عارضاه في نمط ... قيل ظلام بضياء اختلط (٣)

وقيل نمل فوق عاج قد سقط ... وقال قوم إنّها اللام فقط


- سنة ٤١٥. انظر جدول البويهيّين بدائرة المعارف الإسلاميّة ج ١/ ١٣٩٠، والكامل لابن الأثير في هذه السنوات. والترجمة في الواقع مقسّمة بين والد المترجم المقتول سنة ٤٠٧ وابنه صاحب الترجمة المقتول سنة ٤٦٦.
(١) في الاتّعاظ ٢/ ٢٧١ الرعبانيّ بالموحّدة، وزاد: الرحبيّ، على ابن ميسّر ٣٣ وابن الصيرفي: الإشارة ٩١.
(٢) الوافي ١/ ١٨٦ (١١٥)، الأعلام ٧/ ٢٥٧، شذرات ٥/ ٢٨٣، فوات ٣/ ٢٦٧ (٤٢١).
(٣) النمط: الخدّ الصقيل (عند دوزي فقط).

<<  <  ج: ص:  >  >>