للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكتب وقيمتها معرفة تامّة. وسمعت منه القصيدة التي رثى بها قاضي القضاة تقيّ الدين العلامي.

وناولني كتابه الذي وضعه في الأدب وهو مجلّدان.

[٣٦ ب] توفّي في العشر الأخير من شهر رمضان سنة ثماني عشرة وسبعمائة ودفن بالقرافة.

وقال الصلاح الصفديّ عن أبي حيّان إنّه كان له معرفة بالكتب وقيمتها، وله نثر حسن ومجاميع أدبيّة. وكان بينه وبين ابن الخويّي قاضي القضاة مودّة لمّا كان بالمحلّة، فلمّا تولّى قضاء الديار المصريّة توهّم أنّه يحسن إليه، فسأله فلم يجبه إلى شيء من مقصوده، فاستفتى عليه فضلاء الديار المصريّة، فكتبوا له على فتياه بأجوبة مختلفة، وصيّر ذلك كتابا.

قال الصفديّ: كان له فضيلة وعنده ذوق وفهم: يدلّ على ذلك مجاميعه. ولم يكن يقدر على النظم، وأمّا النثر فإنّه كان فيه مجيدا. وأمّا هذه الفتيا فقد رأيتها، وسمّاها «فتوى الفتوّة ومرآة المروّة». ومن تصانيفه: كتاب «مباهج الفكر ومناهج العبر» (١) أربع مجلّدات، تعب عليه وما قصّر فيه، وكتاب «غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائص الفاضحة». وله مناقشات على تاريخ ابن الأثير غلّطه فيها. وكان القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر يكرهه ويغضّ منه، وفيه يقول الحكيم شمس الدين ابن دانيال [وهو أرمد] [الطويل]:

ولم أقطع الوطواط بخلا بكحله ... ولا أنا من يعييه يوما تردّد

ولكنّه ينبو عن الشمس طرفه ... وكيف به لي قدرة وهو أرمد؟

وقال فيه ناصر الدين شافع [الخفيف]:

كم على درهم يلوح حراما ... يا لئيم الطباع سرّا تواطي

دائما في الظلام تمشي على الن ... اس، وهذي عوائد الوطواط (٢)

وقال [السريع]:

قالوا: نرى الوطواط في شدّة ... من تعب الكدّ وفي ويل

فقلت: هذا دأبه دائما ... يسعى من الليل إلى الليل

١٥٩٨ - أبو العبّاس مولى اليسع [- ٣٣٩]

محمد بن إبراهيم بن يحيى بن يعقوب بن الوليد بن سالم، أبو العبّاس، مولى اليسع بن عبد الحميد، مولى عمرو بن العاص.

كتب عن النسائيّ وطبقته. قال ابن يونس:

توفّي في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.

١٥٩٩ - أبو عبد الله الفرّاء [- ٦٣٢] (٣)

محمد بن إبراهيم بن أبي يعلى، أبو عبد الله، المعروف بالفرّاء.

قال المنذريّ: كان مشهورا بالصلاح والخير، وتخرّج به جماعة، وانتفع بصحبته غير واحد.

وكان على طريقة حسنة ساعيا في حوائج الناس.

توفّي ليلة السلخ من [٣٧ أ] جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستّمائة. وكان الجمع كبيرا جدّا، ودفن بسفح المقطّم.


(١) نشر عبد العال عبد المنعم الشاميّ، الكويت، ١٩٨١.
(٢) الوطواط هو الخفّاش طائر الليل.
(٣) التكملة ٣/ ٣٩٠ (٢٥٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>