للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للدماء، كثير التحرّز، مجتهدا في الاطّلاع على أحوال الناس من العامّة والجند في سائر البلاد، وكثر الوشاة في أيّامه.

[[سبب تلقيبه بالمأمون]]

وكانت مدّة وزارته ثلاث سنين وتسعة أشهر ويومين. وعمره نحو أربع وأربعين سنة. وكان السبب في تلقيبه بالمأمون أنّه كان في خلافة المستنصر من جملة صبيان القصر، فكان يرسله إلى بيت المال وخزانة الخاصّ في مهمّاته، فيجد منه النهضة والأمانة فيقول: هذا المأمون دون الجماعة، فلمّا قتل الأفضل واستدعى القائد أبو عبد الله محمد بن فاتك الخليفة الآمر بأحكام الله ليحضر إلى دار الأفضل ويتسلّم أمواله، حضر إلى داره وسلّمه ابن فاتك الأموال كلّها، حتى أحضر إليه الجواهر، وكان شيئا عظيما. فلمّا رآها الآمر سرّ بها وشكر ابن فاتك وقال له: والله إنّك المأمون حقّا! ما لك في هذا النعت شريك.

فلمّا قلّده الوزارة لقّبه بالأجلّ المأمون، فعرف به.

٣٠٠٠ - رضيّ الدين المحلّيّ [- ٦١٠] (١)

[٢١١ ب] محمد بن فارس بن حمزة، أبو عبد الله، المغربيّ الأصل، المحلّيّ الدار، الأديب الشاعر.

توفّي بالقدس سنة عشر وستّمائة.

٣٠٠١ - ابن الخيميّ الدمشقيّ [٦٤٢ - ٧٢٣]

[٢١٢ أ] محمد بن أبي الفتح بن صديق بن محمد، أبو عبد الله، ناصر الدين، ابن الخيميّ، الدمشقيّ، التاجر.

مولده في سابع عشر ذي القعدة سنة اثنتين

وأربعين وستّمائة بدمشق. واشتهر بالتجارة، وتردّد إلى مصر مرارا، ونزل القاهرة. وسمع الحديث من عثمان ابن خطيب القرافة وغيره، وحدّث.

توفّي بدمشق يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة.

٣٠٠٢ - الأشتريّ المأنوف [بعد ٥٧٠ - ٦٤٨] (٢)

محمد بن أبي الفتح بن أبي بكر بن الحسين، أبو عبد الله، الأشتريّ- من ولد الأشتر النخعيّ- المعروف بالمأنوف لكبر أنفه.

ولد بعد السبعين وخمسمائة بدمشق. وسمع من أبي يعقوب يوسف بن هبة الله بن الطفيل، وخدم مع الأمراء والملوك، وقال الشعر، ومدح الأعيان وهجا، وفشا أمره وشاع ذكره.

وقدم مصر. ثمّ قعد به الزمان، وسكن بالجبل المطلّ على قرافة مصر. ومات فجأة في المحرّم سنة ثمان وأربعين وستّمائة.

ومن شعره قوله [الكامل]:

لولا الزمان أكبّني بشقائه ... بعد النعيم وزاد في أرشي (٣)

ما كنت آوي في الجبال كأنّني ... يا صاحبيّ كصائد الوحش

وقوله [الكامل]:

لا تعجبنّ إذا دهتك مصيبة ... من صاحب عكفت عليك ذئابه

واحذر مصافاة الصديق فربّما ... أدّت إلى غرق الغريق ثيابه


(١) المنذريّ ٢/ ٢٩٠ (١٣٢٣)، الوافي ٤/ ٣١٣ (١٨٥٦).
(٢) قلائد الجمان لابن الشعّار الموصليّ (مخطوط سزكين) ٧/ ٤٧١.
(٣) الأرش: الإغراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>