للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتوفّي بالقرافة يوم الخميس سادس ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستّمائة.

وكان عفيفا حسن السمت مشتغلا بنفسه.

والنوقاني نسبة إلى نوقان بضمّ النون وفتحها، وسكون الواو وفتح القاف، ثمّ نون بعد الألف، من بلاد طوس. كان أبوه منها. وكان سبب قدومه مصر أنّ استادار الخليفة الناصر لدين الله أبي العبّاس أحمد ابن المستضيء بأمر الله كان يعاديه لانتمائه إلى ظهير الدين أبي بكر منصور ابن العطّار صاحب المخزن، ويعمل على هلاكه. فاتّفق أنّه حضر يوما إلى الاستادار فذكر عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) وأنّه لم يملك من الدنيا شيئا، بل زهد فيها حتى كان يأكل خبز الشعير. فقال الطوسي: هذا قول من لا يعرف. فقد نقل أنّ عليّا أدّى زكاة أربعين ألف دينار، وكان كثير المال وله نعمة. وإنّما الذين يبغضونه يقولون هذا.

فقال الأستادار: فكيف مدح بأكل خبز الشعير وأنّه تصدّق بالخاتم (١)؟

فقال [الطوسيّ]: هذا كان في ابتداء حاله، ثمّ ملك، بعد هذا، المال.

فقال [الأستادار]: أريد [أن] أقف على هذا النقل ومن قاله؟

فقال سمنديار الواعظ: هذا قول ما سمع.

فقال الطوسيّ: يجوز أنّك أنت ما سمعته.

وخرج على أن يأتي بالنقل وتمارض أيّاما، فأنكر الخليفة على الأستادار سكوته عن مطالبة الطوسيّ بالنقل، وكثرت الشناعة عليه، وكبر الأمر عن أن يوصف. فاستأذن في الحجّ فأذن له

وسار (٢)، فقدم بعد حجّه إلى مصر في سنة ثمانين وخمسمائة. فمنع الناس بعد ذلك من الحجّ، إلّا من عرف منه العود إلى بغداد. ولو فهم أنّه يريد مصر، ما مكّن من خروجه من بغداد.

٣٢١٧ - الفتح ابن سيّد الناس [٦٧١ - ٧٣٤] (٣)

[٦٧ أ] محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي القاسم بن محمد ابن سيّد الناس، فتح الدين، أبو الفتح، ابن أبي عمرو، ابن أبي بكر، ابن أبي العبّاس، اليعمريّ، الأندلسيّ الأصل، المصريّ المولد والدار والوفاة.

ولد بالقاهرة في رابع عشر ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وستّمائة وسمع على جماعة بالقاهرة ومصر والإسكندريّة ودمشق. وأجاز له النجيب الحرّاني، وحضر على الشيخ شمس الدين ابن العماد الحنبليّ وسمع من قطب الدين ابن القسطلانيّ، وغازي الحلاويّ، وابن خطيب المزّة وخلق.

قال الذهبيّ: كان صدوقا في الحديث حجّة فيما ينقله، له بصر نافذ بالفقه وخبرة بالرجال وطبقاتهم ومعرفة بالاختلاف.

وقال العلم البرزاليّ: كان واحد الأعيان معرفة


(١) تصدّق بالخاتم وهو راكع. انظر ابن شهرآشوب: مناقب علي ٣/ ٦، وأعيان الشيعة للعامليّ ٢٩/ ٢٤٤. هذا ورواية المقريزي للمجادلة غامضة ملتبسة.
(٢) الضمائر ملتبسة، فالذي حجّ من بغداد ولم يعد إليها بل لجأ إلى مصر هو الطوسيّ النوقانيّ، ومنع الناس من الحجّ من بغداد كان انتقاما من هروب الطوسيّ.
(٣) الوافي ١/ ٢٨٩ (١٩٨)، وهي ترجمة طويلة جدّا، طبقات الحفّاظ للسيوطي ٥٢٣ (١١٤٦) وقد أسقط محمدا الجدّ، دائرة المعارف الإسلاميّة ٣/ ٩٥٧ وقد عرّفته ب «كاتب سيرة الرسول»، وذكرت استقرار أسرته بتونس أوّلا. الأعلام ٧/ ٢٦٣، السبكي ٩/ ٢٦٨ (١٣٣١)، الدرر ٤/ ٢٠٨ (٥٧٣). كحّالة ١١/ ٢٦٩.
وتأتي برقم ٣٢٢٠ ترجمة قصيرة لسمي له يكنّى أبا سعد، ولعله هنو.

<<  <  ج: ص:  >  >>