للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بإقطاعه على الأمير ملكتمر الحجازيّ واستقرّ الأمير طيبغا المجدي عوضه استادارا. فقدمها أوائل شوّال سنة سبع وأربعين وسبعمائة، فحسنت سيرته.

ثمّ طلب إلى القاهرة في أواخر صفر سنة ثمان وأربعين وقلّد نيابة حلب عوضا عن الأمير بيدمر البدري. وسار إليها على البريد وأدركه طلبه فدخل دمشق في سادس عشر شهر ربيع الأوّل بتجمّل زائد، ومضى إلى حلب.

ثمّ نقل منها إلى نيابة دمشق بعد الأمير يلبغا اليحياوي فقدم صحبة أقسنقر أمير جندار يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة وباشر النيابة بحرمة وافرة ونال بها سعادات جليلة جدّا وتمكّن فيها تمكّنا زائدا بحيث صار يتصرّف في جميع ممالك الشام فلا يعترض عليه حتّى زاد وأفرط وثقلت وطأته على الناس جميعا. فطرق الأمير الجيبغا نائب طرابلس دمشق ليلة الخميس ثالث عشرين شهر ربيع الأوّل سنة خمسين وسبعمائة وتوجّه معه الأمير فخر الدين أياس (١) [١٣٣ ب] السلاح دار إلى القصر الأبلق خارج دمشق، وبه أرغون شاه فدقّا الباب من آخر الليل بإزعاج، فكانا إذا خرج إليهما طواشي قبضاه. فلمّا كثرت الغوغاء خرج أرغون شاه وبيده سيف فأمسكاه ومضيا به إلى دار أياس وقيّداه وسجناه ووكّلا به الأمير طيبغا القاسميّ إلى يوم الخميس. ثمّ ذبح في ليلة الجمعة حادي عشرينه، ووجد في يده سكّين فكتب محضر بأنّه ذبح نفسه. وجهّز إلى السلطان صحبة الأمير تلك أمير علم ودفن بمقابر

الصوفيّة. فشقّ ذلك على أمراء الدولة، وما منهم إلّا من حلف أنّه لم تكن هذه الواقعة برأيه، وكتب إلى الجيبغا بالإنكار عليه، فكان ما ذكر في ترجمته (٢).

وكان خفيفا قويّ النفس شرس الأخلاق، وأثار فتنا كثيرة وعسف في نيابته دمشق بالناس واشتدّ على الأمراء ومن دونهم.

٧٠٥ - الحاج أرقطاي [- ٧٥٠] (٣)

[١٣٤ أ] أرقطاي، الأمير سيف الدين، المعروف بالحاج أرقطاي، نائب السلطنة وأحد المماليك المنصوريّة قلاوون.

ربّاه الطواشيّ فاخر مقدّم المماليك أحسن تربية. ثمّ خدم الأشرف [١٧٠ ب] خليل ابن قلاوون، وصار صغيرا إلى الملك الناصر محمّد بن قلاوونهو وأخوه أيتمش المحمّدي، وكانا معه في الكرك. فلمّا عاد إلى السلطنة أنعم عليه بإمرة في شوّال سنة تسع وسبعمائة.

[تقلّب الأحوال به]:

ثمّ بعثه مع الأمير تنكز نائب الشام لمّا ولّاه نيابة دمشق في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، هو وطرنطاي البجمقدار (٤)، وتقدّم إلى تنكز أن لا يستبدّ بأمر دون أرقطاي. فلم يزل بدمشق إلى أن تغيّر ما بينه وبين تنكز، وكاتب فيه. فرسم له [بنيابة] حمص عوضا عن قرطاي (٥)، بحكم انتقاله إلى نيابة طرابلس في جمادى الآخرة سنة ستّ


(١) أياز في الوافي والأعيان وكذلك في ترجمته القادمة برقم ٨٥٤ ص ١٨٣.
وذكر ابن تغري بردي سبب عداوة أياز والجيبغا لأرغون شاه وعقاب السلطان لهما بتوسيطهما بدمشق.
(٢) الجيبغا تأتي ترجمته برقم ٨٣١ ص ١٥٨.
(٣) أعيان العصر ١/ ٤٧٦ (٢٣٨).
(٤) الجمقدار أو البشمقدار هو حامل خفّ السلطان.
وطرنطاي له ترجمة في الوافي ١٦/ ٤٣٠ (٤٦٧).
(٥) تاريخ ابن قاضي شهبة (سنة ٧٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>