للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قومه سأله عن قولهم، فأنكره. فشهد عليه جمع من أهل الشام أنّه قتل قتيلا منهم. وأشار عمرو بن سعيد الأشدق على مروان أن يعاجله. فأمر مروان أن تضرب عنقه فضربت.

وكان مروان يقول: لا يتمّ لنا أمر والأكدر حيّ! - ويخافه لأنّه سيّد لخم وشيخها، له التقدّم والفضل والفقه، ويخشى أن يحرّض عليه بعد خروجه، فدسّ عليه رجالا يدّعون عليه قتل رجل، وقتله.

وكان الأكدر علويّا ذا دين وفقه في الدين، وجالس الصحابة وروى عنهم، وهو صاحب الفريضة التي يسمّيها أهل الفرائض الأكدرية (١).

وكان يوم قتله عليه حلّة أخذها بألف دينار فقال لرجل ممّن حضره: يا ابن أخي، إذا قتل عمّك فوار عورته وخذ هذه الحلّة لك!

وكان قتل الأكدر للنصف من جمادى الآخرة سنة خمس وستّين (٢). وقال زياد بن قائد اللخميّ يرثي الأكدر، من أبيات عديدة [متقارب]:

كما لقيت لخم ما ساءها ... بأكدر لا تبعدن أكدر!

هو السيف جرّد من غمده ... فلاقى المنايا وما يشعر

ولهفي عليك غداة الردى ... وقد ضاق وردك والمصدر

وأنت الأسير بلا منعة ... وما كان مثلك يستأسر

وقد روى ابن لهيعة قال: [٢٢٢ أ] مرض

الأكدر بن حمام بالمدينة ليالي عثمان رضي الله عنه، فجاءه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عائدا فقال: كيف تجدك؟

قال: أنا لما بي (٣).

قال: كلّا! لتعيشنّ زمانا، ويغدر بك [٢١٨ ب] الغادر، وتصير إلى جنّة إن شاء الله.

وقال موسى بن عليّ [بن رباح]: غدر مروان بالأكدر بن حمام بمشورة عمرو بن سعيد بن العاص، وغدر عبد الملك بن مروان بعمرو بن سعيد بمشورة روح بن زنباع. وقال روح عند قتل عمرو [بسيط أو طويل]:

يا عمرو لا تنس أفعالا فعلت ... بأكدر لا ينساه عمرو وأكدر (٤)

وقد روى الأكدر عن عمر بن الخطّاب: تعلّموا المهن فإنه يوشك الرجل منكم أن يحتاج إلى مهنة.

وروى عن أبي هريرة: من قتل نفسا فليقاتل في سبيل الله حتى يقتل.

وروى عن جماعة.

٨٢٧ - الآقّوش المنصوريّ [- بعد ٧٢٤] (٥)

[٢٢٣ أ] الآقّوش المنصوريّ، الأمير [جمال] الدين، أحد مماليك الملك المنصور قلاوون [ ... ].

فلمّا كانت سنة أربع وعشرين وسبعمائة رفعت قصّة لقصر السلطان تتضمّن تحذير السلطان من الركوب إلى الميدان. فإنّ الآقّوش قد وافق جماعة


(١) الفريضة الأكدريّة: هي التي يفرض فيها للأخوات شيء مع الجدّ إذا لم يوجد جمع من الإخوة فترث الأمّ الثلث، انظر لباب الفرائض للشيخ الصادق الشطّيّ، بيروت ١٩٨٨ ص ١٣٥.
(٢) النجوم ١/ ١٦٦.
(٣) لما بي: انظر أعلاه ٢/ ٨٨ هـ ٤.
(٤) البيت مختلّ.
(٥) الدرر ١/ ٤٢٨ (١٠٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>