للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[المداخيل من الولايات]]

وحمل من الأعمال البحريّة والجيزة والجزيرتين والغربيّة والأعمال الشرقيّة إلى ثغري صور وعسقلان ما جرت به العادة في كلّ سنة، وهو مائة ألف وعشرون ألف إردبّ: برسم صور:

سبعون ألف إردبّ. وبرسم عسقلان: خمسون ألف إردبّ، لتبقى بالثغور ذخيرة بها. ويباع ما بقي من المخزون عند الغنى عنه، كان المتحصّل للديوان في كلّ سنة ألف ألف إردبّ.

وندب من يحمل ما جرت به العادة من القشّة في كلّ سنة: وهي وسق خمسين مركبا، ما بين نخل وجريد وسلب وسحيل وطوانس، تساق إلى الحواصل، خارجا عمّا يقطع ويحدّد برسم الجسور.

وعمل حزن عاشوراء بالقصر، ومدّ السماط المعتاد، وجميعه بالخبز الشعير والحواضر.

وتقدّم إلى واليي مصر والقاهرة بأن لا يمكّنا أحدا من جمع ولا قراءة مصرع الحسين عليه السلام (١).

وأخرج الرسم المطلق للمتصدّرين والقرّاء الخاصّ والوعّاظ والشعراء وغيرهم، على ما جرت به العادة.

وعمل المولد الآمريّ، فقرّر أن تعمل فيه أربعون صينيّة خشكنان وحلوى، تفرّق.

وأطلق رسم المشاهد، لكلّ مشهد سكّر وعسل ولوز ودقيق وسيرج. وتقدّم بعمل خمسمائة رطل حلوى سوى ذلك، فرّقت على المتصدّرين والقرّاء والفقراء ومن معهم، فحمل للمتصدّرين في صحون، وللفقراء على أرغفة السميذ.

وأخرج من بيت المال صندوق مختوم ضمنه مائة دينار عينا، وألف وثمانمائة وعشرون درهما، برسم أهل القرافة ومساكينها.

وقام بأمور ركوب الخليفة في يومي السبت والثلاثاء.

[[ركوب الخليفة للنزهة]]

وكان المأمون يركب من داره في هذين اليومين بالرهجيّة فتوجّه إلى القصر. فيركب الخليفة إلى ضواحي القاهرة للنزهة في مثل الروضة، والمشتهى، ودار الملك، والتاج، والبغل، وقبّة الهواء، والخمسة الأوجه، والبستان الكبير.

وسلّم الرسوم لأربابها، وهي بيد مقدّمي ركاب الخليفة، لكلّ منهم أحد وعشرون دينارا وخمسون رباعيّا، ولتالي مقدّم ركاب اليمن مائة كاغذة في كلّ كاغذة ثلاثة دراهم، ومائة [٢٠٨ ب] كاغذة في كلّ واحدة درهمان، ولتالي مقدّم ركاب الشمال مثل ذلك.

فأمّا الدنانير فلكلّ باب يخرج منه الخليفة من أبواب البلد دينار. ولكلّ باب يدخل منه دينار، ولكلّ جامع يجتاز عليه دينار، إلّا جامع مصر، فإنّ رسمه خمسة دنانير. ولكلّ مسجد يجتاز عليه رباعيّ، ولكلّ من يقف يتلو القرآن كاغذة.

وللفقراء والمساكين من الرجال والنساء، لكلّ من يقف منهم كاغذة. ولكلّ فرس يركبه (٢) ديناران.

هذا ومتولّي صناديق الإنفاق يحجب الخليفة وبيده خريطة ديباج فيها خمسمائة دينار لما عساه يأمر به، فإذا حصل بإحدى المناظر، فرق من العين سبعة وخمسين دينارا ومائة وستّة وثمانين رباعيّا، في الحواشي، والأستاذين، وأصحاب الدواوين، والشعراء، والمؤذّنين، والمقرئين، والمنجّمين.

ومن الخراف الشواء: خمسون رأسا، منها:

طبقان حارّة مكملة مشورة برسم المائدة الخاصّ،


(١) هذه التفاصيل عند ابن المأمون ٣٥ وما يليها.
(٢) عبارة ابن المأمون أسلم: ولكلّ من يركب الخبيفة ديناران (ص ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>