للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحدّث. وكان فقيها معدّلا خيّرا.

وتوفّي بمصر في يوم الأربعاء سادس عشرين المحرّم سنة ثلاث وسبعمائة.

٢١٣١ - التاج الأرمويّ [٥٧٤ - ٦٥٦] (١)

[٢٢١ ب] محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو الفضل وأبو عبد الله، المعروف بالتاج الأرمويّ، الشافعيّ، الأصوليّ، صاحب كتاب «حاصل المحصول» (٢).

ولد في المحرّم سنة أربع وسبعين وخمسمائة.

وقدم إلى مصر وافدا على السلطان الملك الكامل محمد، ابن العادل أبي بكر بن أيّوب، فأقبل عليه وأحسن إليه، وقرّر له خمسة عشر دينارا في كلّ شهر، خارجا عن أجرة المنزل.

واشتغل عليه جماعة، وكان بارعا في عدّة فنون، حسن الخلق، جميل العشرة والمحاضرة.

ثمّ خرج في سنة أربع وعشرين وستّمائة إلى الشام، ومات ببغداد قبل واقعة التتار التي كانت في المحرّم سنة ستّ وخمسين وستّمائة.

٢١٣٢ - أبو الطاهر الجابريّ المحلّيّ [٥٥٤ - ٦٣٣] (٣)

محمد بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو الطاهر، تقيّ الدين، ابن أبي عبد الله، الأنصاريّ، الجابريّ، من ولد جابر بن عبد الله الأنصاريّ رضي الله عنه، المعروف بأبي الطاهر المحلّي، الشافعيّ، خطيب جامع مصر وإمامه.

ولد بناحية جرجر من قرى مصر في سادس

عشرين ذي الحجّة سنة أربع وخمسين وخمسمائة.

ونشأ بالمحلّة، وقدم إلى مصر، وتفقّه على الخطيب أبي عبد الله محمد بن هبة الله، المعروف بالتاج الحمويّ، وتخرّج به. وتفقّه أيضا على أبي الحقّ العراقيّ وعلى ابن زين التجّار. وصحب الزاهد أبا عبد الله القرشيّ مدّة، وكان من خواصّ أصحابه. وكان من أهل الدين والورع التامّ على طريقة السلف، عديم النظير في وقته صلاحا وورعا. وكان يسرد الصوم دائما، ولا يقبل لأحد شيئا. وأوقاته معمورة بالخير والعبادة وقضاء حقوق المسلمين، لا يزال ساعيا في أفعال البرّ.

وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الملك بن درباس ومن بعده. وسمع الحديث من الفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن عمر الأسعرديّ، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله المغربيّ.

ودرّس بمدرسة الأمير يازكوج بن عبد الله الأسديّ بمصر، وكان يلقي بها كلّ يوم على الطلبة عدّة دروس من صدره، ما بين فقه وأصول وغير ذلك.

وأفتى وحصّل كتبا كثيرة. وكان لا يمنع كتبه أحدا يستعيرها ولو أنّه م [مّ] ن لا يعرفه. واستقرّ في خطابة الجامع العتيق بمصر وإمامته وقراءة الميعاد، بعد وفاة الشيخ أبي إسحاق إبراهيم العراقيّ في ثاني صفر سنة ثلاث عشرة وستّمائة.

وكان يبيع الأشربة بحانوت خلف الأشربة (٤)، فوجد يوما في بعض البرانيّ (٥) فأرا، فرمى سائر ما كان في الحانوت من الأشربة، فقيل له في ذلك، فقال: ما يبعد أنّ الملعقة تنقّلت من برنيّة الواقع إلى جميع برانيّ الدكّان.

وبلغه مرّة أنّ بالجامع [٢٢٢ أ] رجلا مغربيّا له مدّة يقيم به ولا يصلّي وراءه، وإنّما يؤخّر صلاته


(١) ابن قاضي شهبة ٢/ ١٥٢ (٤١٩) ومنه ضبطنا الوفاة.
(٢) هو مختصر المحصول في أصول الفقه للرازيّ (٦٠٦):
كشف ١٦١٥.
(٣) السبكي ٨/ ٤٨ (١٠٧٢)، المنذريّ ٣/ ٤٢١ (٢٦٧٣)، ابن قاضي شهبة ٢/ ١٠٦ (٣٨٥).
(٤) هكذا في المخطوط، وهي سهو من الناقل.
(٥) البرنيّة بالفتح والضمّ: إناء من فخار.

<<  <  ج: ص:  >  >>