للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرير بن أبي جابر بن زهير بن جنّاب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب، الكلبيّ، أبو حفص، الدمشقيّ، أمير مصر وإفريقيّة.

[[ولايته مصر]]

قدم مصر مع أخيه بشر بن صفوان الكلبيّ (١)، واستخلفه عليها عند ما سار إلى إفريقيّة. فأقرّه يزيد بن عبد الملك بن مروان على الصلاة بمصر، فجعل على شرطه محمد بن أبي مطير البلويّ، ثمّ صرفه في سنة ثلاث ومائة بالقاسم بن أبي القاسم السبائيّ. وخرج إلى الإسكندريّة واستخلف على الفسطاط عقبة بن مسلم التجيبيّ. وكتب إليه يزيد بن عبد الملك في سنة أربع ومائة بكسر الأصنام والتماثيل فكسرت الأصنام كلّها ومحيت التماثيل.

وقدم عليه أخوه بشر من إفريقيّة يريد الشام، فبلغه موت يزيد بن عبد الملك في شعبان سنة خمس ومائة واستخلاف هشام بن عبد الملك بعده. فصرف هشام حنظلة عن مصر في شوّال منها فكانت ولايته عليها ثلاث سنين. وولّى عوضه أخاه محمد بن عبد الملك بن مروان.

ثمّ أعاد هشام حنظلة إلى ولاية مصر بعد عزل عبد الرحمن بن خالد بن مسافر [٤٢١ أ] فقدمها يوم الرهان وهو يوم الجمعة لخمس خلون من المحرّم سنة تسع عشرة، وقد فرش منبر الخيل لابن مسافر. فجلس حنظلة في مجلس ابن مسافر.

وأقبل ابن مسافر حتى بلغ جبل يشكر، فقيل له ذلك، فقال: لا إله إلّا الله! هكذا تقوم الساعة.

ومضى كما هو إلى المنبر. فاعتذر إليه حنظلة

وقال: لو علمت أنّك هو، ما وليت عليك.

ونزل حنظلة دار الإمارة، وجعل على شرطه عياض بن حريبة (٢) بن سعد الكلبيّ. فانتقض أهل الصعيد، وحارب القبط عمّالهم في سنة إحدى وعشرين ومائة. فبعث حنظلة أهل الديوان فقتلوا منهم أناسا كثيرا وعادوا ظافرين.

وقدم إلى مصر رأس زيد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب في سنة اثنتين وعشرين. وصرف عياض بن حريبة عن الشرط بقيس بن الأشعث التجيبيّ. فمات قيس في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين، فجعل بعده عقبة بن نعيم بن صائد الرعينيّ.

وكان لحنظلة ريطة يلبسها ويصلّي فيها فإذا كان يوم الجمعة احتزم بها على قبا أبيض وتقلّد السيف، ثمّ صعد المنبر فخطب ثمّ صلّى بالناسالجمعة.

[ولايته على إفريقيّة (سنة ١٢٤)]

وبينا هو إذ قدم عليه كتاب [٤٢٥ أ] هشام بأن يستخلف على مصر ويسير إلى إفريقيّة واليا عليها عوضا عن كلثوم وقد قتل. فاستخلف حفص بن الوليد وسار إلى إفريقيّة يوم الاثنين لسبع خلون من ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائة، وكانت ولايته الثانية خمس سنين وثلاثة أشهر.

فلمّا قدم إفريقيّة للنصف من جمادى الأولى كتب إليه أهل الأندلس وأهل الشام وغيرهم يسألونه أن يبعث إليهم واليا. فبعث أبا الخطّار حسام بن ضرار الكلبيّ، فدانوا له.

[قتاله للصفريّة]

وأخرج عبد الرحمن بن عتبة إلى عكاشة بن


(١) مرّت ترجمة بشر برقم ٩٢٦.
(٢) ضبطنا الاسم عن الكندي، ٨١. وفي المخطوط: جريبة بالجيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>