للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من يوسف الساويّ، وببغداد من ابن الحارث، وغيرهم. واشتغل كثيرا وأفتى ودرّس.

ومات في شوّال سنة تسع وتسعين وستّمائة.

٨٩٥ - نجم الدين الكرديّ، والي القاهرة [- بعد ٧٤٠] (١)

[٢٤٠ أ] أيّوب، الأمير نجم الدين الكرديّ.

خدم أستدارا للأمير الأكوز (٢) شادّ الدواوين.

ثم ولي الشرقية (٣). وخلع عليه في يوم الاثنين عاشر صفر سنة أربعين واستقرّ في ولاية القاهرة عوضا عن علاء الدين علي بن حسن المروانيّ، وعزل وأعيد مرارا.

٨٩٦ - أيّوب بن شاذي، والد صلاح الدين [- ٥٦٨] (٤)

[٢٦٣ أ] أيّوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب، الملك الرحيم الأفضل والد الملوك، نجم الدين، أبو سعيد وأبو الشكر الدوينيّ الكردي.

كان أبوه شاذي بن مروان، من أبناء أعيان دوين، وبينه وبين جمال الدولة المجاهد بهروز صحبة. فاتّفق أنّ بهروز اتّهم بزوجة بعض أمراء دوين فخصاه. فخرج منها واتّصل بلالا أولاد السلطان غياث الدين مسعود السلجوقيّ، واختصّ به وصار يركب مع أولاد السلطان. فرآه السلطان

يوما مع أولاده فأنكره فقال اللالا: إنّه خادم مثلي.

ثم صار يسيّره إلى السلطان فخفّ على قلبه، ولعب معه الشطرنج والنرد. وكان من أظرف الناس، فحظي عنده. ومات اللالا فأقامه مكانه، فاشتهر ذكره. واستدعى شاذي بن مروان، فلمّا قدم عليه أكرمه.

ثم إنّ السلطان بعث بهروز واليا ببغداد ونائبا عنه، فسار معه شاذي وأولاده، وكانت تكريت قد أعطاها السلطان لبهروز فأرسل إليه شاذي، فأقام بها مدّة ومات. فولي ابنه نجم الدين أيّوب عوضه فنهض في أمرها وشكره بهروز.

فاتّفق أنّ عماد الدين زنكي صاحب الموصل لمّا قصد حصار بغداد أيّام الخليفة المسترشد بالله الفضل بن أحمد المستظهر بالله، وكان من محاربة المسترشد ما كان وانهزام عماد الدين زنكي وعبوره على تكريت خدمه نجم الدين أيّوب وأقام له السفن حتى عبر دجلة. وتبعه أصحابه فأحسن إليهم وسيّرهم. فبلغ ذلك بهروز فأنكر على نجم الدين وقال: كيف تظفر بعدوّنا وتحسن إليه؟

واتّفق مع ذلك أن أسد الدين شيركوه أخا نجم الدين أيّوب أتته امرأة باكية وذكرت أنّ فلانا الإسفهسلار تعرّض لها وهي داخلة في باب القلعة. فقام وضرب الإسفهسلار بحربة [ف] قتله. فأمسكه أخوه نجم الدين واعتقله وكتب يعلم بهروز بخبره. فعاد جوابه: إنّ لأبيكما شاذي عليّ حقّا، وما يمكنني أن أكافئكما بسوء. ولكن اتركا خدمتي واخرجا من بلدي.

فخرج أيّوب وشيركوه من تكريت وقصدا عماد الدين زنكي بن آقسنقر صاحب الموصل، فأحسن إليهما وأقطعهما إقطاعا جيّدا. وما زالا في خدمته إلى أن ملك قلعة بعلبك. فاستخلف بها نجم


(١) الدرر ١/ ٤٦٥ (١١٤٦)، السلوك ٢/ ٤٢١، ٤٨٢، ٦٤٨.
(٢) في السلوك ٢/ ٤٢١: الأكز. وانظر ترجمته رقم ٨٢٧/ ٢ (ت ٧٣٨).
(٣) في جمادى الأولى سنة ٧٣٩ (السلوك ٢/ ٤٦٣).
(٤) الوافي ١٠/ ٤٧ (٤٤٨٨)، وفيات ١/ ٢٥٥ (١٠٧)، الروضتين ١/ ٢٠٩، دائرة المعارف الإسلامية ١/ ٨٢٠، وانظر ترجمة صلاح الدين يوسف في الوفيات ٦/ ١٣٩ (٨٤٦) حيث ذكر دوينبأذربيجان.

<<  <  ج: ص:  >  >>