للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقرأ القرآن بالقراءات على أبي الجيوش عساكر بن عليّ. وتفقّه على مذهب أبي حنيفة على جمال الدين عبد الله بن محمد بن سعد الله، وعلى البدر عبد الوهّاب بن يوسف.

وسمع من أبي محمد عبد الله بن برّيّ، وأبي الفضل محمد بن يوسف (١) الغزنويّ. ودرّس بالمدرسة السيوفيّة بالقاهرة، حتى مات في يوم الاثنين ثاني ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستّمائة.

وكان معتزلا للناس حسن الخطّ.

١٠٦٢ - المكين ابن العميد النصرانيّ [٦٠٢ - ٦٧٢] (٢)

[٤٠٤ أ] جرجس المكين، ابن العميد أبي ياسر، ابن أبي المكارم، ابن أبي الطيّب، ابن قروينة بن طيّب بن يوسف، السريانيّ، النصرانيّ، التكريتيّ الأصل.

قدم جدّه الأعلى طيّب بن يوسف إلى القاهرة من تكريت، وهو نصرانيّ، في هيئة تاجر، فقدّم إلى الخليفة الآمر بأحكام الله عدّة ثياب، ما بين عتابيّ وأبراد حرير [من] عمل الهند واليمن. فخلع عليه وعوّضه عن تقدم [ت] هـ. وأحضره بين يديه فأعجبه أدبه، فرسم بمسامحته ممّا على متّجره للديوان، وأنعم عليه بقرية بالحوف بجوار دماص.

فلمّا قتل الآمر تحوّل إلى سموطيّة (٣)، وتزوّج بها فولد له قروينة، ومات. فنشأ قروينة ومهر في الكتابة الديوانيّة وتصرّف في الخدم. وولد له ابن

سمّاه أبا الطيّب حذق في معرفة الكتابة. ودخل القاهرة فاستخدم بديوان الغربيّة. وخرج إليها وأقام بها سبع سنين، فكثرت أمواله واشتهر.

فصودر على عشرين ألف دينار مصريّة، وتعطّل.

وكانت [له] خمسة أولاد، أصغرهم أبو المكارم، ابن أبي الطّيب (٤). واتّسعت حاله وتزوّج أخت المكين سمعان بن خليل بن مقارة فتولّى ديوان الجيش في الأيّام الصلاحيّة يوسف بن أيّوب. فولد له ثلاثة أولاد، هم: النجيب أبو الفضل، والعميد أبو ياسر، والمخلص أبو الزهر.

ثمّ ترهّب بعد موت زوجته وصار قمّصا (٥)، حتّى مات سنة ستّ وستّمائة.

فخدم العميد أبو ياسر بديوان الجيش موضع خاله المكين سمعان. وقد ترهّب في سنة ثلاث وستّمائة، وترك الخدمة في الأيّام العادليّة أبي بكر بنأيّوب وحبس نفسه بدير أبي يحنّس بوادي هبيب (٦) ثلاثين سنة وأكثر.

فتميّز العميد عند الملك العادل بالأمانة وملازمته الصوم في أكثر الأيّام، وصدقته بما يفضل عنه ولا يدّخر شيئا. وأقام بديوان الجيش خمسا وأربعين سنة. ومات في صفر سنة ستّ وثلاثين.

وولد المكين جرجس ابن العميد صاحب الترجمة في يوم السبت [ ... ] رجب سنة اثنتين وستّمائة. وخدم بديوان الجيش بالقاهرة ثمّ بالشام. وتقدّم في الأيّام الناصريّة يوسف، وبعده،


(١) في التكملة: ابن يونس.
(٢) الأعلام ٢/ ١٠٨؛ هدية العارفين ١/ ٢٥٠؛ تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٣/ ١٩٩؛ دائرة المعارف الإسلامية ٦/ ١٤١.
(٣) لم نعرف سموطيّة ولا دماص قبلها.
(٤) في المخطوط: ابن أبي طالب.
(٥) القمّص: رتبة دينية عند الأقباط (دوزي).
(٦) وادي هبيب هو وادي نطرون (السلوك ١/ ٥٠٢ هامش ٣)، ودير يحنّس- لا أبي يحنّس كما في المخطوط- ذكره الشابشتيّ في الديارات ٣١٢ وياقوت، وقالا: من أعمال سمنود بحوف مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>