«يخمّس في التكبير على الجنائز المخمّسون، ولا يمنع من التكبير عليها المربّعون. يؤذّن بحيّ على خير العمل المؤذّنون، ولا يؤذى من بها لا يؤذّنون. «لا يسبّ أحد من السلف، ولا يحتسب على الواصف فيهم بما يصف، والخالف فيهم بما خلف. «لكلّ مسلم مجتهد في دينه اجتهاده، وإلى الله ربّه ميعاده، عنده كتابه، وعليه حسابه. «ليكن، عباد الله، على مثل هذا عملكم منذ اليوم، لا يستعلي مسلم على مسلم بما اعتقده، ولا يعترض معترض على صاحبه فيما اعتمده من جميع ما نصّه أمير المؤمنين في سجلّه هذا. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [المائدة: ١٠٥]. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». «وكتب في رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة» تاريخ ابن خلدون، ٤/ ٦٠. وقد نقل الداعي إدريس أيضا هذا السجلّ في صورة مقتضبة (عيون الأخبار، السبع السادس، نشر مصطفى غالب، ٢٩٣). وهذا المنشور لا يبرّئ الحاكم من التعصّب الحزبيّ ولا من التصرّفات القاسية، ولكنّه يدعو الدارس المحايد النزيه إلى التلطّف في قبول الأحكام أو إصدارها. (١) هكذا بالمدّ.