للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسدّدة، ومقاصد مستوفاة للغرض المقصود، وفي بعضها بخطّ يده: عجبا عجبا لذهنك الوقّاد وفكرك النقّاد، كيف فاتك هذا؟ - وكان فيها ما يكتب إلى أبي نميّ، ومن جملته: فركنت إلى الظاهر وهو أخبث الطير، وأنت أحذر الوحش.

[[ما قيل فيه من شعر]]

وفيه يقول شمس الدين محمد بن سليمان بن غانم [المتقارب]:

مليكان قد لقّبا بالصّلاح ... فهذا خليل وذا يوسف

فيوسف لا شكّ في فضله ... ولكن خليل هو الأشرف

وذكر ابن عبد الظاهر أنّ شرف الدين البوصيريّ رأى في منامه قبل الحركة إلى عكّا في شوّال سنة تسع وثمانين وستّمائة- وقال ذلك لجماعة شهدوا بصحّة ذلك- وكأنّ قائلا ينشد: [من مخلّع البسيط]:

قد أخذ المسلمون عكّا ... وأشبعوا الكافرين صكّا

وساق سلطاننا إليهم ... خيلا تدكّ الجبال دكّا

وأقسم التّرك منذ سارت ... لا تركوا للفرنج ملكا

وقال فيه ابن دانيال لمّا فتح عكّا: [من الخفيف]:

ما رأى الناس مثل ملكك ملكا ... ملأ الخافقين للحرب تركا

وجيوشا لو صادمت جبل الشّر ... ك لدكّته بالسّنابك دكّا

منها:

قد رأينا وأنت أنت صلاح ال ... دين ما كان عن سميّك يحكى

صدت صيدا قنصا وصور وعثلي ... ث وبيروت بعد فتح [ك] عكّا

وله فيه أمداح كثيرة، من ذلك من قصيدة مدحه بها لمّا عمّر الإيوان الذي بالقلعة وقد زخرفه وعليّ قبّته: [من البسيط]:

وقبّة هي للأفلاك عاشرة ... ودونها في علوّ الشأن كيوان

كأنّها العالم العلويّ تحرسها ... الأملاك لم يدن منها ثمّ شيطان

علت فأفلاكها الأفلاك في شرف ... وتبرها الشّهب والأركان أركان

وأنت يا أشرف الأملاك شمس علا ... سمائها وعلى ظنّي سليمان

وتحت دهليزك الزاهي بزركشه ... من كلّ ما تتمنّى النفس ألوان

والجيش بالقبق المنصور قد ولعوا ... بكلّ طائشة والقوس مرنان [٤٤٢ أ]

كأنّما العرض يوم العرض إذ عرضوا ... عليه صفّا وللإعطاء ميزان

وكان مغرى بالهدم، لأنّه هدم أماكن، وفيه يقول علاء الدين الوداعيّ لمّا أمر بهدم الأماكن التي تجاور الميدان بدمشق، ووزّع عمارته على الأمراء. ومن خطّه نقلت [من السريع]:

إن أمر السلطان في جلّق ... بهدم ما ضايق ميدانه

فإنّه قد غار لمّا رأى ... غير بيوت الله جيرانه

وقال أيضا [من الوافر]:

<<  <  ج: ص:  >  >>