للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكثير من أسماء الرجال.

وكان فصيحا يقظا فهما جزل العبارة غزير العلم، بصيرا بقواعد الفقه منصفا في بحثه، مع الدين والإخلاص فيه، والتعفّف والسماح والزهد والانجماع (١) عن الناس.

وكان يتنفّل في المساجد [المهجورة] ويختفي أيّاما.

وكان أخوه تقيّ الدين يتأدّب معه ويحترمه لقوّة نفسه في طاعة الله تعالى.

وتوفّي في رابع جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وسبعمائة بدمشق، فكانت جنازة عظيمة.

١٤٩٦ - عبد الله بن عبد الحكم [١٥٥ - ٢١٤] (٢)

[١٦٣ أ] عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث، أبو محمد، مولى عثمان بن عفّان رضي الله عنه.

أصله من أهل حقل من أيلة. وسكن [أبوه] عبد الحكم و [جدّه] أعين جميعا الإسكندريّة وبها ماتا.

وولد عبد الله بن عبد الحكم سنة خمس وخمسين ومائة.

روى عن مالك، والليث، وابن لهيعة، ومسلم الزنجيّ، ومفضّل بن فضالة، وبكر بن مضر، وإسماعيل بن عيّاش، وابن القاسم وطائفة.

وعنه بنوه الأربعة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، والربيع بن سليمان الخير، وأبو محمد الدارميّ، ومقدام بن داود الرعينيّ، وأبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي وجماعة.

المقفى ج ٤* م ٨

ووثّقه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن دارة: كان شيخ مصر. وقال أحمد العجليّ: لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم.

وقال ابن حبّان: كان ممّن عقد على (١*) مذهب مالك وفرّع على أصوله.

وقال ابن عبد البرّ: سمع من مالك الموطّأ وتحويلاته أجزاء، ثمّ روى عن ابن وهب، وابن القاسم، وأشهب، كثيرا من رأي مالك، وصنّف كتابا في فقه مالك ثمّ اختصره، وعليهما مع غيرهما معوّل البغداديّين من المالكيّة في المدارسة، وإيّاهما شرح الشيخ أبو بكر الأبهريّ (٢*).

وقال ابن خلّكان: كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله، وأفضت إليه رئاسة الطائفة المالكيّة بعد أشهب. وروى عن مالك الموطّأ سماعا.

ويقال إنّه دفع للإمام الشافعيّ عند قدومه إلى مصر ألف دينار من ماله، وأخذ له من ابن عسامة التاجر ألف دينار، ومن رجلين آخرين ألف دينار.

وهو والد أبي عبد الله محمد صاحب الإمام الشافعيّ.

وروى بشر بن بكر قال: رأيت مالك بن أنس في النوم بعد ما مات بأيّام فقال: إنّ ببلدكم رجلا يقال له ابن عبد الحكم، فخذوا عنه، إنّه ثقة.

وذكر أبو عبد الله القضاعي أنّه كان من ذوي الأموال والرباع، له جاه عظيم وقدر كبير. وكان يزكيّ الشهود ويجرّحهم، ومع هذا لم يشهد لأحد، ولا أحد من أولاده لدعوة سبقت فيه.

قال كاتبه (٣*): وله أيضا من الولد سوى محمد:


(١) في الوافي: الانقباض عوض الانجماع.
(٢) وفيات، ٣/ ٣٤ (٣٢٣) - الوافي، ١٧/ ٢٣٩ (٢٢١) - حسن المحاضرة، ١/ ٣٠٥ (٤١).
(١*) في سير أعلام النبلاء، ١٠/ ٢٢٠ (٥٧): ممّن عقل مذهب مالك.
(٢*) ترجمة أبي بكر الأبهري تأتي برقم ٢٥٥٠ (ت ٣٧٥).
(٣*) يعني المقريزي نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>