كتاب المقفى الكبير

حرف الحاء - ١٢٠٠ - ابن هود المرسي الزاهد [٦٣٣ - ٦٩٩] - ج: 3 - ص: 240

وأخذ عنه النحو. وحدّث بمصر، ومن شعره [الطويل]:

ألا قل لجيران الصفا ليت داعي ال ... تفرّق أعمى يوم راح مناديا

لعمري لقد ودّعت يوم وداعكم ... بشعب المنقّى شعبة من فؤاديا

١٢٠٠ - ابن هود المرسيّ الزاهد [٦٣٣ - ٦٩٩] (١)

الحسن بن عليّ بن يوسف بن هود، الجذاميّ، المغربيّ، الزاهد، أبو عليّ، [بدر الدين] (٢)، ابن عضد الدولة أبي الحسن، وهو (٣) أخو المتوكّل على الله أبي عبد الله محمد [بن يوسف] ملك الأندلس (٤).

كان أبوه عضد الدولة [علي بن يوسف] ينوب عن أخيه المتوكّل بمرسية. فتزهّد ابنه الحسن واشتغل بشيء من علوم الحكمة والطبّ ونظر في كلام ابن عربيّ وابن سبعين (٥) وانتمى إلى رأي ابن سبعين وعظّمه.

وكان عنده غفلة في غالب أحواله بحيث يصحبه الرجل سنة ويغيب عنه أيّاما يسيرة فيراه فلا يعرفه، ويذكّره بأشياء جرت له معه فلا يذكر، ولا يظهر عليه أنّه رأى ذلك الشخص عمره.

وقدم مصر، وحجّ مرّات وجاور. ودخل اليمن واحترمه (٦) سلطانها وأرسل إليه وإلى أصحابه مالا.

وقدم دمشق غير مرّة، وأكرم أوّل دخوله إليها إكراما كثيرا، وقصده نائب السلطنة بها والقاضي والأعيان، ثمّ طالت إقامته بها فانتقض ذلك الإكرام. وكان يظهر عليه أنّه لا فرق عنده بين الحالتين.

وكان نقم عليه كلام يصدر [٣٧١ ب] منه لا يوافق الشريعة (٧). وكان شيخ الإسلام تقيّ الدين أحمد بن تيمية (٨) كثير الوقيعة فيه والتنقّص له، ينفّر الناس عنه التنفير الكثير ويحذّر منه التحذير الوافر.

وقال الذهبيّ: ثمّ بان أمره، وقطع بأنّه من رءوس الاتّحاديّة (٩).

---

- وترجم له المقريزيّ في المقفّى رقم ٢٨٣٠.
أمّا ابن سبعين، فهو عبد الحقّ بن إبراهيم بن محمد العكّي (ت ٦٦٨)، له ترجمة في دائرة المعارف ٣/ ٩٤٥، والملاحظ أنّ ابن عربيّ وابن سبعين وابن هود ثلاثتهم ولدوا بمرسية.
(١) له ترجمة في الوافي بالوفيات للصفديّ ج ١٢ ص ١٥٦ (١٢٨)، وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبيّ ١/ ٣٤٥ (١٢٢)، وعبر الذهبيّ ٥/ ٣٩٧، وشذرات الذهب لابن العماد ٥/ ٤٤٦، والسلوك للمقريزيّ ١/ ٩٠٥، وطبقات الأولياء لابن الملقّن ٤٢٨/ ١٢٦، ومسالك الأبصار ٨/ ٢٣٧.
(٢) الزيادة من السلوك ومن غيره.
(٣) أي عضد الدولة أبو الحسن عليّ.
(٤) ملك غرناطة على الموحّدين ابتداء من سنة ٦٢٥، انظر دائرة المعارف الإسلاميّة ٣/ ٥٦٢ فصل: بني هود.
ولقب المتوكّل أسنده إليه الخليفة العبّاسيّ من بغداد سنة ٦٣١. انظر ابن خلدون ٤/ ١٦٩.
(٥) محيي الدين ابن عربيّ: محمد بن علي بن محمد الحاتميّ الطائيّ (ت ٦٣٨) العارف الصوفي الكبير، له ترجمة وافية في دائرة المعارف الإسلاميّة ٣/ ٧٢٩، -
(٦) هكذا في المخطوط وفي المسالك، ولعلّها: وأكرمه.
(٧) نقل له الصفديّ أبياتا قد تكون محلّ تهمة، منها:
أنا عبد، أنا ربّ ... أنا عزّ، أنا ذلّ
أنا دنيا، أنا أخرى ... أنا بعض، أنا كلّ
(٨) هو الفقيه الحنبليّ المشهور، توفّي سنة ٧٢٨ وقد اضطهد كثيرا بسبب تصلبه في الدفاع عن السنّة وقاوم الصوفيّة، وله ترجمة مطوّلة في المقفّى (رقم ٤٦٢).
(٩) قال فيه: الصوفيّ الاتّحاديّ الضالّ (عبر ٥/ ٣٩٧).