للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله، أبو عبد الله، الآقشهريّ، وأق شهر بلدة من أعمال قونية.

ولد بها في سنة خمس وستّين وستّمائة تخمينا.

وقدم إلى مصر، ودخل المغرب، وسمع بالأندلس من الحافظ أبي جعفر بن أحمد بن الزبير وغيره.

ثمّ عاد، وانقطع بالمدينة النبويّة. وصنّف كتاب الروضة (١)، ذكر فيه من دفن في أشرف البقاع.

وتوفّي بها في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.

١٦٨٤ - ابن شنبوذ [٢٤٥ - ٣٢٨] (٢)

محمد بن أحمد بن أيّوب بن الصلت، يعرف بابن شنبوذ ويقال له الشنبوذيّ، أبو الحسن- وقيل:

أبو عبد الله- البغداديّ، المقرئ المشهور.

سمع بمصر من عبد الله بن أحمد، ومحمد بن زريق بن جامع، وعمر بن عبد العزيز بن عمر بن أيّوب بن مقلاص، وأحمد بن محمد بن الحجّاج بن رشدين. وروى عن خلق كثير بدمشق وغيرها، وأخذ القراءة عرضا عن قنبل (٣) بن عبد الرحمن، وإسحاق الخزاعيّ، والحسن بن العبّاس، وإدريس بن عبد الكريم، ومعروف بن موسى الأخفش، وإسماعيل بن عبد الله النحّاس، وجماعة.

وكان يرى جواز الصلاة بما جاء في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود، وبما صحّ في الأحاديث، ويقرأ بذلك. وكان ثقة في نفسه

صالحا ديّنا متبحّرا في هذا الشأن. لكنّه كان يحطّ على أبي بكر أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد شيخ العصر في الإقراء، ويقول: هذا العطشيّ (٤) لم تغبرّ قدماه في طلب العلم- يعني أنّه لم يرحل من بغداد. وإذا أتاه أحد ليقرأ عليه قال له: «هل قرأت على أبي علي»؟ فإن قال:

«نعم»، لم يقرئه. قال أبو الفرج الشنبوذيّ (٥): لمّا أتيت أبا الحسن ابن شنبوذ لأقرأ عليه، قال لي:

قرأت على مقرئ سوق العطش؟ - يعني ابن مجاهد. قلت: لا. قال: فاقرأ.

قال الداني: زلّ فحمل الناس عليه، غير أنّهم تحمّلوا الرواية عنه والعرض عليه لموضعه من العلم ومكانه من الضبط.

وقال الخطيب أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت البغداديّ في كتاب التاريخ: واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ يقرئ الناس، ويقرأ في المحراب بحرف يخالف المصحف، ممّا يروى عن عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب وغيره، ممّا كان يقرأ به بل جمع المصحف الذي جمعه عثمان ابن عفّان، ويتتبّع الشواذّ فيقرأ بها حتّى عظم أمره وفحش وأنكره الناس، فوجّه السلطان وقبض عليه في يوم السبت لستّ خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وحمل إلى دار الوزير أبي علي ابن مقلة وأحضر [٦٣ أ] القضاة والفقهاء والقرّاء، وناظره الوزير بحضرتهم، فأقام على ما ذكر عنه ونصره. واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه أو يرجع عمّا يقرأ به من الشواذّ التي تزيد على المصحف وتخالفه. فأنكر ذلك


(١) كشف ٩٢٨ وسمّاه روضة الفردوس.
(٢) الوافي ٢/ ٣٧ (٢٩٩)، النجوم ٣/ ٢٤٨ وفيها: شنّبوذ بتشديد النون، تاريخ بغداد ١/ ٢٨٠ (١٢٢)، وفيات ٤/ ٢٩٩ (٦٢٨)، غاية النهاية ٢/ ٥٢ (٢٧٠٧)، الأعلام ٦/ ١٩٩، شذرات ٢/ ٣١٣، عبر ٢/ ٢١٩ و ٢٠١، معجم الأدباء ٥/ ٢٣٢٣ (٩٦٧)، البصائر والذخائر ٨/ ٦٥ (٢٢٥ ب)، معرفة القرّاء رقم ١٩٢.
(٣) قنبل (ت ٢٩١): محمد بن عبد الرحمن مقرئ مكة:
معرفة القرّاء ٢٣٠ (١٢٩).
(٤) مولده بسوق العطشى ببغداد. انظر ترجمته في معرفة القرّاء الكبار للذهبيّ ٢٦٩ (١٨٦).
(٥) أبو الفرج الشنبوذي: هو غلام ابن شنبوذ. له ترجمة في معرفة القرّاء رقم ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>