للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: [٧٢ أ] لم ما قلت هذا أوّل قدومك؟

وليس في الكتاب الذي [١٢٨ ب] على يدك ما يدلّ على هذا.

ثمّ طلب الأمراء وفيهم نائب القلعة، وأعلمهم أنّه طلب، وهو متوجّه، وأمر مباشريه أن ينظروا كم له في القلعة من الغلال، فقالوا: مائة غرارة.

ففرّقها على مماليكه، وأمرهم أن يطلعوا لأخذها، فعند ما صاروا في القلعة أنزلوا جميع من كان فيها وملكوها. وكتب على يد قماري الجواب، وأعاده ومعه واحد من جهته. فكتب السلطان إلى نوّاب الشام والعربان بأخذ الطرقات عليه ومحاربته وأخذه، وأن يتوجّه الأمير أيتمش نائب الشام لمحاربته والقبض عليه.

فكتب يتشفّع بنائب الشام أن يكون من جملة أمراء دمشق، فأجيب إلى ذلك، فامتنع وتمادى على العصيان. فسار إليه الأمير أيتمش بعسكر دمشق، وهم أربعة آلاف، والأمير فارس الدين البكيّ نائب غزّة بعسكرها، والأمير بكلمش نائب طرابلس بعسكرها في أوّل محرّم سنة اثنتين وخمسين، ومعهم الأمير علاء الدين الطنبغا برناق، وقد استقرّ في نيابة صفد عوضا عن أمير أحمد. فبعث إليهم بأنّي ما أنا بعاص. وسأل أن يكون نائب قلعة صفد، فأجابوه بأن يطلق الأمراء الذين أمسكهم، وهم أيدمر الشمسيّ، ودقماق، والقاضي، وناظر الجيش، فلم يوافق. فحصروه وهو بالقلعة وزحفوا عليه يوم الجمعة ثامن عشره وبعثوا إليه ليحقن الدماء ويطيع. فأطلق من كان عنده من الأمراء وغيرهم. وحلفوا له، وأنزلوه، وبعثوه صحبة الأمير قطلوبغا الكركيّ إلى السلطان في ثالث عشرينه. وعادت العساكر إلى بلادها.

فلمّا وصل قطيا (١) عمل في الحديد، ومضى به الأمير قماري إلى الإسكندريّة. ثمّ أفرج عنه فيمن أخرج من الحبس أوّل الأيّام الصالحيّة صالح في حادي شهر رجب سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة.

واستقرّ في نيابة حماة عوضا عن طنيرق، فقدم دمشق صحبة مسفّره الأمير جركتمر عبد الغنيّ، في حادي عشرين شعبان منها، ومضى إلى حماة.

فلمّا خامر الأمير بيبغا أروس كان ممّن وافقه ورافقه في تلك النوبة، ومضى معه إلى قراجا بن دلغادر فقبض عليه فحمل إلى حلب وسجن بها في حادي عشرين ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين، هو وبكلمش نائب طرابلس. فشهّرا ثمّ قتلا في أوّل المحرّم سنة أربع وخمسين وسبعمائة.

وكان شجاعا أهوج جهولا مقداما.

٤١٤ - ابن بيليك المحسنيّ [٦٩٩ - ٧٥٣] (٢)

أحمد بن بيليك المحسنيّ، شهاب الدين، ابن الأمير بدر الدين.

ولد يوم الثلاثاء رابع عشرين المحرّم سنة تسع وتسعين وستّمائة.

وكتب طبقة، ونظم ونثر، وجمع وصنّف.

وتوجّه صحبة أخيه الأمير محمد ابن المحسنيّ (٣) لمّا أخرج إلى طرابلس.

ثمّ أنعم عليه بإقطاع في دمشق، فراج عند الأمير تنكز النائب، فسمر معه، وصار يقرأ له في


(١) قطيا أو قطية: قرية على طريق الرمل إلى مصر قرب الفرما (ياقوت).
(٢) الدرر ١/ ١٢٤ (٣٢٢) - الوافي ٦/ ٢٨٠ (٢٧٧٣) - أعيان العصر ١/ ٢٠٥ (٩٧).
(٣) ناصر الدين المحسني والي الإسكندريّة ثمّ القاهرة (سنة ٧٤٢): الخطط ٢/ ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>