للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حمت أرض خدّيها بأفعى وعقرب ... فردّت يدي جانيه عن جلّناره

أليس محيّاها المزخرف جنّة ... فلا غرو أن حفّت لنا بالمكاره

فعمل في ذلك شعراء القصر عدّة أبيات، منهم الوزير نجم الدين يوسف بن المجاور، فقال [السريع]:

قد رقمت في خدّها أرقما ... بالمسك في مذهب ثوب طميم

ما ذاق من قابله غفوة ... يا عجبا من ساهر بالرقيم!

مرسلة بالحسن قد أظهرت ... في نار إبراهيم أيم الكليم (١)

وعيب عليه قوله: «أرقما بالمسك» وقيل:

صوابه: أرقما كالمسك.

وقال النفيس أحمد بن عبد الغني بن أحمد القطرسيّ المغربيّ (٢) [متوليّ] ديوان قوص [المخلّع]:

[٨٣ ب] وغادة زيّنت بأفعى ... مسك على خدّها المصون

قلنا: فيكفيك سحر لحظ ... أنفذ من سهم المنون

قالت: رأيت القلوب ليست ... تطيق ما فيه من فنون

فصاغها الحسن فوق خدّي ... تلقّف السّحر من جفوني (٣)

٦٨٠ - ابن وزير التجيبيّ [١٧١ - ٢٥٠] (٤)

[٨٤ أ] أحمد بن يحيى بن وزير بن سليمان بن المهاجر، أبو عبد الله، التجيبي، مولى آل الأزد، ابن رفاعة، ابن كثيف، التجيبي، من بني سوم بن عديّ بن تجيب.

ولد سنة إحدى وسبعين ومائة. وحدّث عن أبيه، وعبد الله بن وهب، ومحمد بن إدريس الشافعيّ الإمام، وشعيب بن الليث بن سعد، وإسحاق بن الفرات، وأصبغ بن الفرج.

روى عنه النسائيّ، وأحمد بن حمّاد بن سفيان القاضي، وأبو بكر ابن أبي داود، وعلي بن أحمد علّان، في آخرين.

وسمّاه بعضهم «محمد بن يحيى»، والأوّل هو الصواب.

وكان فقيها من أصحاب ابن وهب.

وكان أعلم أهل زمانه بالشعر والغريب وأيّام الناس.

وكان يتقبّل (٥) فانكسر عليه خراج فسجنه أحمد بن محمد بن المدبّر متولّي خراج مصر.

فتوفّي في سجنه سنة خمسين ومائتين. وقيل:

مات لستّ خلون من شوّال سنة إحدى وخمسين ومائتين.

وقال النسائيّ: ثقة.


(١) الأيم الحيّة والكليم موسى (عم) صاحب العصا. والساهر بالرقيم قبلهما: إشارة إلى أهل الكهف.
(٢) مرّت ترجمته: رقم ٤٧٢.
(٣) بعد الأبيات زيادة بخطّ مغاير كأنه خطّ ابن حجر: قلت:
وعمل في ذلك الأسعد بن مماتي موشّحا جيّدا وهو في ديوانه. وهذا الموشّح لم يذكر في ترجمة ابن مماتي في هذا الكتاب (٧٤٢).
(٤) الوافي ٨/ ٢٤٧ (٣٦٨٢) - بغية الوعاة ١٧٤ - السبكيّ ٢/ ٦٦ (١١).
(٥) يتقبّل، أي يستأجر الأراضي للزرع، ويعمل الفلاحة (بغية الوعاة)، وانظر دوزي في المادّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>