للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٣٩ - حسّان بن عتاهية [- ١٣٣] (١)

حسّان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسّان بن عتاهية بن خزز (٢) بن سعد بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن تجيب، التجيبي، أبو حسّان، أمير مصر.

جالس عطاء بن أبي رباح وسمع منه، وكان فقيها.

ولّاه مروان بن محمد بن الحكم (٣) مصر بعد استعفاء حفص بن الوليد، وحسّان يومئذ بالشام.

فكتب إلى خير بن نعيم الحضرميّ ليستخلفه فسلّم حفص إلى خير. ثم قدم حسّان يوم السبت لثنتي عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين على الصلاة، ومعه عيسى بن أبي عطاء على الخراج.

فأسقط فروض (٤) حفص كلّها، فوثب به قوّاد الفروض، وقالوا: «لا نرضى إلّا بحفص! » وزحفوا إلى داره، وعليهم رجاء بن الأشيم فحصروه وقالوا: اخرج عنّا حيث شئت فإنّك لا تقيم معنا ببلد.

وأخرجوا عيسى بن أبي عطاء صاحب الخراج ليومين بقيا من جمادى الآخرة فهرب، وأعادوا حفصا.

وكانت ولاية حسّان ستّة عشر يوما.

فلمّا قدم حوثرة بن سهيل أميرا على مصر، جعل حسّان على شرطة إمارته كلّها حتّى خرج من

مصر فاستخلفه عليها في قول. وقيل: بل استخلف أبا الجرّاح بسر بن أوس الحرشي، فلمّا قدم مروان ابن محمد الجعدي إلى مصر انضوى إليه وسار معه وشهد حروبه، إلى أن قتل مروان، ففرّ حسّان فيمن فرّ، فمضى على وجهه من بوصير ومعه أبو الوليد، فركبا قاربا في النيل، فكانا لا يدخلان قرية إلّا قالا لأهلها: «إنّ أمير المؤمنين قادم عليكم فأصلحوا له ما يحتاج إليه من النزل والعلف»، فلا يظنّون إلّا أنّ الأمر كذلك حتى أتيا إخميم، فنزلا بها، وكان بها عبد الملك بن مدلج، رجل من موالي مروان، فخاف أبو الوليد على نفسه، فخرج حتى أتى أسوان. وأقام حسّان بإخميم، فأرسل من يشتري له طعاما، فدلّ عليه عبد الملك بن مدلج فركب إليه، ومعه رجل من المسوّدة كان شريكا له، من أهل خراسان من الأزد، فجعل ابن مدلج يغمز به فقال: «هلمّ أبا حسّان! » فأخذه فوجهه إلى صالح بن عليّ مقيّدا في النيل، فلمّا قدم ساحل الفسطاط، أتى بحمار سقّاء فحمل عليه عرضا، ثمّ أقبل به على خولان، ثمّ دخل به على تجيب، وهم جلوس في أنديتهم، فما قام معه منهم أحد إلّا ابن أبي العوجاء، فإنّه تبعه وهو يبكي. فقال له: ما يبكيك؟ من ير يوما يريه (٥).

ثمّ أدخل على صالح بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس، فقال له: كتبت إليك أمانا فأقرأت كتابي الجعدي!

[٥٣٠ ب] فقال: كانت في عنقي بيعة وفيت بها.

فأمر به فضرب ستّة عشر سوطا أو ثمانية عشر سؤطا، ثمّ قال له: أفيك [٣٤٢ ب] خير إن استبقيتك؟

قال: وأيّ خير فيّ بعد هذا؟

(وفي رواية: أمّا لك، فلا يكون.


(١) الكندي ٨٥، النجوم ١/ ٣٠٠.
(٢) في الاشتقاق ٣٥٢: الخزز الأرنب الذكر، وذكر الشاعر خزز بن لوذان.
(٣) مروان الجعديّ ومروان الحمار.
(٤) الفروض: عطاء الجند.
(٥) قراءة ظنيّة، والفكرة بعد غامضة، والعبارة مبهمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>