للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يقول: ما أبالي بالموت متى طرقني، وقد نلت أملي في بني أميّة: أحرقت هشاما بابن عمّي زيد بن عليّ، وقتلت مروان بأخي الإمام إبراهيم، ثم ينشد [البسيط]:

[٨٣ أب] لو يشربون دمي لم يرو شاربهم ... وما دماؤهم للغيظ ترويني

ثم كان إذا ذكر بني أميّة أنشد قول جدّه العبّاس بن عبد المطّلب [الطويل]:

أبى قومنا أن ينصفونا وبيننا ... قواطع في أيماننا تقطر الدما

إذا خالطت هام الرجال تركتها ... كبيض نعام في الوغى قد تحطّما

ولمّا اشتدّ أبو العبّاس على بني أميّة وأرهف حدّه فيهم، عمل شاعر منهم هذه الأبيات وتلطّف في إيصالها إليه، وهي [الرمل]:

ولقد أبصرت لو تنفعني ... عبرا والدهر يأتي بالعجب

أين زرقا عبد شمس، أين هم ... أين أهل الباع منهم والحسب؟

كلّ سار الجدّ محمود الجدى ... واضح الغرّة بدر منتخب

لم تكن أيديهم عندكم ... ما فعلتم يال عبد المطّلب

إن تجذّوا الأصل منهم سفها ... يا لقومي للزمان المنقلب!

إنّ هذا الدهر لا بدّ له ... بخيار الناس يوما ينقلب

فألان جانبه وفلّ غرب سطوته.

ولمّا دخل عليه الطبيب في مرض موته، أنشأ السفّاح يقول [الكامل]:

انظر إلى ضعف [ ... ] ... [ ... ] بيد السكون (١*)

ينبيك قول بنانه ... هذا مقدّمة المنون

فلما جسّ نبضه قال له: «أنت صالح». فقال [الوافر]:

يبشّرني بأنّي ذو صلاح ... يبين لي، وبي داء دفين

لقد أيقنت أنّي غير باق ... ولا شكّ، إذا وضح اليقين

١٤٧٨ - أبو جعفر المنصور [- ١٥٨] (٢*)

[٨٤ أ] عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، الخليفة أمير المؤمنين، أبو جعفر المنصور، ابن الإمام أبي عبد الله ذي الثفنات، ابن الإمام أبي محمد السجّاد، ابن حبر الأمّة ترجمان القرآن أبي العبّاس، ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبي الفضل، القرشيّ، الهاشميّ، العبّاسي، ثاني خلائف بني العبّاس. ويقال له «الدوانيقي» لقبا ينبز به لبخله.

أمّه أمّ ولد تدعى سلامة (٣*)، نفزيّة، وهي صنهاجيّة بربريّة.

ولد في ذي الحجّة سنة [خمس وتسعين].

ووجّهه أبوه إلى البصرة ليزور من بها ويدعوهم إلى الرضى من آل محمد، فكان يأتي عمرو بن عبيد. فلمّا صار إلى الشام سمعه أبوه يتكلّم بشيء


(١*) بياض في الشطرين.
(٢*) ترجمة أبي جعفر المنصور صدّرت بعنوان أحمر مثل سابقتها.
(٣*) سلامة بنت بشير في العيون والحدائق، ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>