للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي الفتوح وذكروا له شأنه فقال: هذا [الرجل] قد نزل عليّ، وأعطيته الذّمام.

فقالوا: إنّه سبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم وبصق على المصحف.

فسأله عن ذلك، فأقرّ به وقال: قد تبت.

فقال المجاورون: إنّ توبة هذا لا تصحّ، وقد أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقتل ابن خطل (١) وهو متعلّق بأستار الكعبة. وهذا لا يصحّ أن يعطى الذمام ولا يسع إلّا قتله.

فدافعهم أبو الفتوح عنه. فاجتمع الناس عند الكعبة وضجّوا إلى الله سبحانه وبكوا. وكان من فضل الله تعالى أن أرسل ريحا سوداء حتى أظلمت الدنيا. ثم تجلّت الظلمة وصار على الكعبة فوق أستارها كهيئة الترس له نور كنور الشمس دون سقف الكعبة بنحو القامة. فلم يزل كذلك يرى ليلا ونهارا. (قال كاتب الكتاب إلى أبي الفوارس: ) وكتبت هذا الكتاب وذلك النور على حاله منذ سبعة عشر يوما. فلمّا رأى أبو الفتوح ذلك أمر بالمسمّىبهادي المستجيبين وغلام له كان يصحبه مغربيّ إلى باب العمرة فضربت أعناقهما وصلبا.

ثمّ لم يزل المجاورون يرجمونهما بالحجارة حتّى سقطا إلى الأرض. فجمعوا لهما الحطب والعظام وأحرقوهما.

وكان كتاب أبي الوفاء الوارد بهذا يقرأ في حلقة الحديث بحضرة ابن أبي الفوارس يوم الجمعة في جامع المهديّ.

١٢٧٨ - الصاحب عزّ الدين ابن القلانسيّ [٦٤٩ - ٧٣٩] (٢)

[٤٧٦ أ] حمزة بن أسعد بن المظفّر بن أسعد بن حمزة، الصاحب عزّ الدين، أبو يعلى، ابن مؤيّد الدين، ابن مظفّر الدين، ابن الوزير مؤيّد الدين، القلانسيّ، الدمشقيّ.

ولد سنة تسع وأربعين وستّمائة. سمع من ابن عبد الدائم، والرضيّ ابن البرهان، وابن أبي اليسر.

وحدّث بمصر والحجاز. وقدم مصر غير مرّة.

ولمّا ولي الأمير حسام الدين لاجين نيابة دمشق في الأيام المنصوريّة قلاوون، صحبه. فعند ما استقرّ نائب السلطنة بديار مصر أيّام سلطنة الملك العادل كتبغا، قدم عليه بمصر فيمن قدم من أعيان دمشق لأيّام بقيت من المحرّم سنة أربع وتسعين وستّمائة. فأخذ هديّته وأكرمه وأعاده إلى دمشق.

وقدم أيضا في سنة ستّ وسبعمائة، وعاد إلى دمشق في شهر رمضان بعد ما خلع عليه بطرحة (٣).

فلمّا كان في [ ... ] ذي القعدة لبس خلعة وزارة دمشق [٤١٤ ب] وكتب في تقليده: «الجناب العالي»، كما يكتب للنائب، تعظيما له. فاستمرّ إلى أن أوقع الأمير كراي نائب الشام الحوطة عليه وعلى غيره في يوم الأحد سابع شهر رجب سنة إحدى عشرة. واستمرّ نحو شهرين هو وحواشيه في الترسيم (٤). وادّعي عليه بربع (٥) ملكه. وقاسى شدّة، إلى أن قبض السلطان على كراي [ف] أفرج


(١) ابن خطل أحد المرتدّين إلى الشرك، وهو عبد الله (أو هلال بن عبد الله) بن عبد مناف الأدرميّ. انظر: أنساب الأشراف: سيرة الرسول ١، ص ٤٣١ نشر محمود فردوس العظم، وسيرة ابن هشام ٢/ ٤١٠.
(٢) الدليل الشافي ١/ ٢٧٩ (٩٦٣) - الأعلام ٢/ ٣٠٨ وهو غير صاحب ذيل تاريخ دمشق الذي يسمى حمزة بن أسد (أو أسعد) والذي توفّي سنة الأخماس- الوافي ١٣/ ١٩٠ (٢١٧).
(٣) الطرحة: منديل للرقبة.
(٤) السلوك ٢/ ١٠٠. والترسيم: الإقامة الجبرية (دوزي).
(٥) أو بريع.

<<  <  ج: ص:  >  >>