للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا مصر ما كنت في بالي ولا خلدي ... ولا خطرت بأوهامي وأفكاري

لكن إذا حانت الأقدار كان لها ... قوى تؤلّف بين الماء والنار

ومات في [ ... ] فحمل من بلبيس مع أسد الدين لمّا صالح الفرنج وخرج منها في ذي الحجّة. ودفنه عليّ ابنه بمدرسته خارج باب الفراديس من دمشق.

١٩٣٨ - ابن بسطام السوسيّ [- ٣١٣] (١)

[١٤٢ ب] محمد بن بسطام بن رجاء، أبو عبد الله، التجيبيّ.

كان ثقة، ثبتا [و] أكثر الناس كتبا في الفقه والآثار. سمع من محمد بن إبراهيم بن عبدوس، ومن أصحاب سحنون، ومن ابن عبد الحكم وغيره. ولم يكن في عصره أكثر كتبا منه. وسكن القيروان، وبها مات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

١٩٣٩ - كمال الدين ابن بشائر [٦٢٩ - ٦٩٢] (٢)

محمد بن بشائر بن فوز بن سعيد بن عبد الرحمن، كمال الدين، أبو عبد الله، ابن أبي محمد، ابن أبي النجاء، التميميّ.

ولد في سنة تسع وعشرين أو إحدى وثلاثين وستّمائة بمدينة قوص. وسمع الحديث وقال

الشعر. وكان فاضلا حييّا، كريما جوادا: بنى موضعا للحديث النبويّ بمدينة إخميم، وكان ينزلها ويخدم عند الأمير المحمّديّ. فلمّا سخط السلطان عليه (٣) فرّ ابن بشائر إلى القاهرة ونزل بالخانقاه الصلاحيّة سعيد السعداء.

وعمل قصيدة أوّلها [البسيط]:

بمدح خير البرايا يفرج الضيق ... وتفتح الشدد الصمّ المغاليق

وأنشدها بعد صلاة العصر بحضرة الصوفيّة.

فطرب الشيخ شمس الدين ابن أبي بكر الأيكيّ (٤) شيخ الخانقاه وارتاح وخلع عليه جبّة ودفع إليه مائتي درهم فضّة. فما غابت الشمس من ذلك اليوم حتّى جاءه ابنه وقال: قد أطلق السلطان الأمير وخلع عليه واستقرّ على خبزه وطلبك.

ومن شعره [البسيط]:

وصاحب ما رأينا من يماثله ... من لطفه ومعانيه وقالبه

تكمّل الحسن في خلق وفي خلق ... فما رآه فتى إلّا وقال به

وله بليقة (٥) طويلة، منها:

ليمونة مع الكسر لي مونة ... قالت لا ما تأكل إلّا بقلّا

ما ذي إلّا رقيعة مجنونة ... ذي البلها تهوى الخرا وما أجهلها

وأنا أشهى ما لي خبيز طابونة ... من أين لي؟ هي تحسب أنّي الخليّ


(١) الديباج ٢٤٤ وزاد في نسبته: الضبيّ السوسي وقال:
مات بسوسة، رياض النفوس ٢/ ١٨١ (٢٠١).
(٢) الطالع السعيد ٥٠٤ (٤٠١)، الوافي ٢/ ٢٤٩ (٦٥٧).
(٣) سخط على الأمير.
(٤) سبقت ترجمة الأيكي رقم ١٩٣٢.
(٥) البليقة والبليق قصيدة شعبيّة ذات طابع خفيف هازل لا تخلو من بذاءة أحيانا.

<<  <  ج: ص:  >  >>