للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودخل الفضل بن جعفر بن الفرات فخرج إليه محمد بن بدر وقضى حقّه. وكان محمد بن علي الماذرائيّ مقبوضا عليه في يد الفضل بن جعفر، فدخل محمد بن بدر على الفضل يوما فقال له الفضل: هذا إسماعيل بن بيان، هو وكيل جارية محمد بن علي وزوجته، فما جاءك في شيء فأمضه.

فقال له: حتّى تثبت وكالته عندي بشاهدين.

فقال له: أنا أقول لك إنّه وكيلها وتقول لي هذا؟ وخبرك عندي، وليس هذا موضعك، وإنّما تريد أن تنفق [١٣٢ ب] بهذا القول. أقيموه!

فقام واعتقل ساعة في داره. ثمّ خوطب فيه، فأرسل إليه [م]- من يريد من الشهود شاهدين (١).

(قال): وكان محمد بن بدر قد كتب عن جماعة، منهم عليّ بن عبد العزيز: كتب عنه كتب أبي عبيد وكتب مصعب الزبيريّ. وعن عبد الله بن أبي مريم كتب الفريابيّ. وسمع من أبي الزنباع، وأبي يزيد يوسف بن يزيد، وأحمد بن محمد بن رشدين، وغير هذه الطبقة.

وصنّف كتاب نهي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحدّث به.

وحدّث بكتاب أبي عبيد.

وكان مولده سنة أربع وستّين ومائتين. وكان يعطي القضاء حقّه. وعمل له أبو عمر محمد بن يوسف الكنديّ كتاب «الموالي بمصر».

ولم يزل ينظر إلى شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. ثمّ وردت ولاية عبد الله بن أحمد بن

زبر، فكانت ولاية محمد بن بدر هذه سنتين.

ولمّا توفّي القاضي أبو عبد الله الحسين بن أبي زرعة، ردّ محمد بن طغج الإخشيد القضاء إلى محمد بن بدر- وهذه الولاية الثانية- وذلك يوم السبت لإحدى عشرة خلت من ذي الحجّة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. فركب إليه الشهود الذين تأخّروا عنه في ولايته الأولى واعتذروا بأن قالوا:

«ما رأينا منه في ولايته الأولى إلّا خيرا»، فتكامل الشهود عنده.

ولم يزل محمد بن بدر ينظر، إلى سلخ صفر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فوافى أبو محمد عبد الله بن أحمد بن زبر. فكانت ولاية محمد بن بدر هذه سنة واحدة وشهرين.

وفي شوّال سنة تسع وعشرين ورد كتاب الحسين بن عيسى بن هارون من الرملة على الإخشيد محمد بن طغج بولاية محمد بن بدر- وهي الولاية الثالثة- فتسلّم من عبد الله بن وليد، ثمّ مات، وكانت ولايته هذه أحد عشر شهرا.

وتوفّي عشيّة الثلاثاء لثلاث بقين من شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة. وقال ابن يونس: توفّي يوم الاثنين لستّ وعشرين خلت من شعبان.

وقال مسلمة بن قاسم: كان يروي عن عليّ بن عبد العزيز، ومقدام، وغيره. وكان حنفيّ الفقه، وليس هناك في الرواية. وكان صاحب رشوة في قضائه، ولم يكن بالمحمود.

١٩٠٣ - ابن بركات النحويّ الصوفيّ [٤٢٠ - ٥٢٠] (٢)

محمد بن بركات بن هلال بن عبد الواحد


(١) الكلام هنا غامض، وعند الكندي أكثر غموضا: ثم أرسل إليه: من تريد من الشهود. وقال: من شهودي الذين أقبلهم، ففعل الوزير ذلك وعظم محمّد بن بدر في عينه ... ولعلّ المعنى- اعتمادا على ما سيأتي- أنّ الشهود تخلّوا عنه إلّا اثنين منهم.
(٢) الوافي ٢/ ٢٤٧ (٦٥٠)، إنباه الرواة ٣/ ٧٩، بغية الوعاة ٢٤، الأعلام ٦/ ٢٧٦، شذرات ٤/ ٦٢ وهو فيها:
الصعيديّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>