للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا من يصدّ عن المحبّ تدلّلا ... وإذا بكى وجدا غدا يتبسّم

أسكنتك القلب الذي أحرقته ... فحذار من نار به تتضرّم

٣٠٧ - أبو إسحاق الكركيّ [٦٢٤ - ٧٠٢] (١)

إبراهيم ابن أبي المجد بن داود بن محمّد، أبو إسحاق، الكركيّ.

أصله من القدس. ومولده بالكرك سنة أربع وعشرين وستّمائة. وتوفّي بدمشق في أوائل سنة اثنتين وسبعمائة.

حدّث بالقاهرة، وكان صالحا ملازما للتعبّد والخير.

٣٠٨ - إبراهيم الدسوقيّ الصوفيّ [- ٦٧٦] (٢)

إبراهيم بن أبي المجد- واسمه عبد المجيد، ويقال: عبد العزيز- بن محمد بن عبد العزيز بن قريش، القرشيّ، الدسوقيّ.

من دسوق، قرية على نهر النيل بالقرب من فوة. نشأ بها واشتهر فيها بالخير والصلاح، وصار له أتباع كثيرون جدّا يعرفون إلى وقتنا هذا بالدسوقيّة، ولهم فيه اعتقاد، ويخرجون فيه إلى الإفراط في الغلوّ.

وكان أبوه أبو المجد من قرية بالبحيرة يقال له (٣) أبو درّة، فسكن دسوق وولد له بها إبراهيم

[٥٢ ب] هذا من فاطمة. وكان جميل الصورة وفي أكثر الأوقات يغطّي وجهه. وكان لا يحضر صلاة الجمعة، فسيّر إليه جمع من المشايخ في ذلك فاعتذر بأعذار غير مقبولة في ظاهر الشريعة.

واختلف الناس فيه فرماه بعضهم بأنّه كان له ربيء (٤) من الجنّ يخبره بما، إذا حدّث به الناس، يعدّونه كشفا. وكثير من الناس يرون أنّه من أولياء الله تعالى وينقلون من كراماته وكلامه شيئا كثيرا.

[[كراماته منذ الصغر]]

فمن ذلك أنّ الشيخ محمد بن هارون كان إذا رأى والد الشيخ إبراهيم يقوم له. ثمّ ترك ذلك.

فسئل عن ذلك فقال: «ما كنت أقوم له، والذي كنت أقوم له انتقل عنه إلى زوجته». وكانت أمّ إبراهيم حينئذ قد حملت به. فلمّا وضعته اتّفق وقوع الشكّ في شهر رمضان. فبعث محمد بن هارون قاصدا يسأل عن حال المولود الذي ولد في تلك الليلة. فأخبرته أمّه أنّه لم يشرب من ثديها شيئا منذ وضع. فقال لها: «لا تحزني، فإنّه إذا غربت الشمس شرب». وأمر عند ذلك الناس بالصوم. فكان يقال للشيخ إبراهيم لمّا كبر: «أنت صمت في القماط! » فيقول: هكذا ما نقلت الوالدة.

وحكي أنّه سئل مؤدّبه عن مسائل، فلم يجب عنها- وكان عمره حينئذ ثلاث سنين- فأجاب هو عن تلك المسائل.

ثمّ قال لأهله وهو صغير: قد أمرت بالخلوة.

فبنيت له الخلوة فدخلها وأغلقها عليه وأقام فيها عشرين سنة لا يعرف له حال حتّى مات أبوه.

فخرج وصلّى عليه. وأراد دخولها فحلف عليه شخص بطلاقه الثلاث من نسائه الأربع أن لا


(١) الدرر ١/ ٥٤ (١٤٢).
(٢) طبقات الشعرانيّ ١/ ١٦٥ وقد أرجع نسبه إلى علي بن أبي طالب (١/ ١٨١) - جامع كرامات الأولياء للنبهاني ١/ ٢٣٩ - شذرات الذهب ٥/ ٣٥٠ - وسمّاه «شيخ الخرقة البرهاميّة» - السلوك ١/ ٧٣٩.
(٣) هكذا في المخطوط، ولا ندري الضمير أيعود على الرجل أم على القرية فيكون الصواب: لها.
(٤) الربيء والربيئة: الطليعة من الجنّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>