للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[وفاة المهدي]]

وما زال المهديّ بالله على إمامته حتى قبضه الله إليه بمدينة المهديّة يوم الاثنين الرابع عشر من ربيع الأوّل سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وعمره اثنتان وستّون سنة وشهر واحد ويوم واحد، ومدّة دولته خمس وعشرون سنة وثلاثة أشهر وسبعة أيّام (١).

فأخفى ابنه أبو القاسم موته لتدبير كان له.

قال النعمان بن محمد: نعي المهديّ صبيحة يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من جمادى الأخرى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وكانت مدّة ظهور إمامته من يوم وصل إلى رقّادة إلى يوم نعي فيه أربعا وعشرين سنة وشهرا واحدا وعشرين يوما.

ويقال إن القمر انخسف في الساعة التي توفّي فيها خسوفا شنيعا.

وخلّف من الأولاد: أبا القاسم محمد- ويقال عبد الرحمن- القائم، وقام بالأمر بعده.

وأبا عليّ أحمد (٢).

وأبا طالب موسى.

وأبا الحسن عيسى، مات برقّادة سنة اثنتين

وستّين وثلاثمائة.

وأبا عبد الله الحسين، مات بالمغرب.

وأبا سليمان داود، مات [٢٢٣ أ] بالمغرب سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

وخلّف ثماني بنات: آمنة، وزينب، وفاطمة، وأمّ الحسن، وقد ذكرن في هذا الكتاب (١*).

وأمّ الحسين وسكينة وأمّ عليّ ورشيدة، متن ببلاد المغرب.

وترك من السراريّ ستّا، أمّهات أولاد.

وقضاته: أبو جعفر محمد بن عمّار المروروذي، مات بعد أن عزل في سنة ثلاث وثلاثمائة. ثم إسحاق بن [أبي] المنهال. ثم محمد بن محفوظ القمّوديّ، مات في محرّم سنة تسع وثلاثمائة. ثمّ محمد بن عمران، مات سنة عشر. ثمّ إسحاق بن [أبي] المنهال ثانيا.

وحاجبه جعفر بن عليّ.

وحامل مظلّته مسعود الصقلبيّ، ثمّ غرس الصقلبيّ.

وكان نقش خاتمه: بنصر الإله الممجّد ينتصر الإمام أبو محمد.

وكان يشبّه في خلفاء بني العبّاس بالسفّاح: فإن السفّاح خرج من الحميمة بالشام يطلب الخلافة والسيف يقطر دما، والطلب عليه بكلّ مرصد،


(١) يوافق تاريخ وفاة المهدي يوم ٤ مارس ٩٣٥. ومدّة خلافته في حساب المقريزي تنطلق من يوم «ظهوره من سجلماسة» (٧ ذي الحجة ٢٩٦).
أمّا في حساب النعمان (افتتاح الدعوة ص ٢٩٠ من طبعة وداد القاضي و ٣٢٩ من طبعة الدشراوي) فإنّ مدّة الخلافة- بين ٢٠ ربيع الثاني ٢٩٧ تاريخ الوصول إلى رقّادة و ٢٠ جمادى الثانية ٣٢٢ تاريخ النّعي- تنقص بسنة وشهرين، ولعلّ نصّ الافتتاح حرّف من «خمس وعشرين (ص ٣٣٠). وواضح أنّه لم يعتبر فارق السنة الكاملة التي زعموا أنّ القائم كتم فيها وفاة المهديّ، ولو فعل، لرفع مدّة الخلافة إلى ستّ وعشرين سنة. على أنّه ذكر سنة الوفاة بوضوح: ٣٢٢.
(٢) في النجوم الزاهرة لابن سعيد، ٤٥: أبو طالب أحمد.
وعقد له المقريزي في المقفّي ترجمة وجيزة رقم ٥٠٩.
(١*) لا توجد تراجمهنّ في ما لدينا من مخطوطات المقفّى.
ولعلّ المقريزي، على غرار كثير من المترجمين، أفرد- أو كان ينوي أن يفرد- قسما من قاموسه للنسوة، فضاع أو لم ينجزه، على أن عبارة «قد ذكرن» تشعر بأنّ الأمر تمّ فعلا.
وذكر هؤلاء دون الأربع الأخر يشعر بأمرين:
١ - أنّ هؤلاء الأربع بنات قدمن إلى مصر مع المعزّ.
٢ - أن الأربع اللائي متن بالمغرب لم تحمل توابيتهنّ إلى مصر كما فعل برفات المنصور مثلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>