للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم.

وقال وكيع (١) عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس أنّه قال: قلت لابن عبّاس: أشهدت العيد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟

فقال: نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته.

وقال سفيان عن سلمة بن كهيل (٢) عن الحسن العزفيّ عن ابن عبّاس قال: قدمنا [٢٠٣ ب] ونحن أغيلمة من بني عبد المطّلب على حميّراتنا ليلة المزدلفة فجعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يلطخ على أفخاذنا ويقول: لا ترموا الجمرة حتّى تطلع الشمس!

وقال طاوس: ما رأيت ابن عبّاس مفطرا جمعة تامّة قطّ.

وقال يزيد عن عكرمة: كان ابن عبّاس في العلم بحرا. فلمّا عمّر أتاه ناس من أهل الطائف معهم علم من علمه- أو قال: كتب من كتبه- فجعلوا يستقرئونه وجعل يقدّم ويؤخّر. فلمّا رأى ذلك قال: إنّي قد بلهت من مصيبتي هذه: فمن كان علم من علمي شيئا فليقرأه عليّ، فإنّ إقراري له به كقراءتي إيّاه عليه. (قال) فتروّوا عليه.

وقال سفيان عن نافع عن أبي مليكة: كان ابن عبّاس يجلس في الصفّة. وكان الناس يتصدّعون عن فتياه فيقول السقاة: كأنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلّا أنّه لم يبعث.

وعن عمير بن بشر الخثعميّ قال: قال ابن عمر رضي الله عنه: ابن عبّاس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم.

[إجلال عمر لابن عبّاس]

وقال عطاء عن زيد بن أسلم (٣) عن ابن عمر

قال: قال عمر رضي الله عنه لابن عبّاس: إنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعاك يوما فمسح رأسك وتفل في فيك وقال: «اللهمّ فقّهه في الدين وعلّمه التأويل! » - فكان يقرّبه.

وعن سعيد بن جبير قال: قال عمر، رضي الله عنه، لابن عبّاس: لقد علمت علما ما علمناه.

وقال الحسن: كان ابن عبّاس من الإسلام بمكان، ومن علم القرآن بمنزلة رفيعة. وكان عمر، رضي الله عنه، إذا ذكره قال: ذا كم كهل الفتيان! - وفي رواية: كان عمر يأذن له مع المهاجرين ويسأله ويقول: «غص غوّاص! » وكان إذا رآه مقبلا قال: أتاكم فتى الكهول، له لسان سئول وقلبعقول!

وقال قتادة: كان ابن عبّاس منطيقا.

وقال سعيد بن جبير: لقيني رجل من يهود الحيرة فقال: يا أبا عبد الله، أيّ الأجلين قضى موسى؟

قلت: لا أدري.

ثمّ لقيت ابن عبّاس بعد فسألته فقال: قضى أكبرهما وأتمّهما.

فلقيت اليهوديّ فأعلمته ذلك فقال: صاحبك والله عالم!

وقال شفيق بن سلمة: شهدت ابن عبّاس وهو على الموسم، فخطب ثمّ تلا سورة النور وفسّرها.

فقال رجل: ما رأيت كلاما أحسن من هذا! لو سمعه الترك والروم لأسلموا.

وقال الحسن عن عبد الله بن بريدة [٢٠٤ أ]:

أسمع رجل ابن عبّاس كلاما فقال له: أما إنّك تسمعني، وفيّ ثلاث خلال: إنّي لأسمع بالحاكم


(١) وكيع بن الجرّاح (ت ١٩٧) - المعارف، ٥٠٧.
(٢) سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي: تهذيب ٤/ ١٥٥.
(٣) أبوه مولى ابن جدعان- المعارف ٤٧٥. أبوه مولى عمر-
- ابن الخطاب. وزيد بن أسلم كتير الرواية عن أبيه.
(المعارف، ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>