للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العدل من حكّام المسلمين فأفرح به، ولعلّي لا أقاضى إليه أبدا.

وإنّي لأسمع بالغيث يصيب بلدا من بلدان المسلمين فأفرح به وما لي بالبلد سائمة.

وإنّي لآتي على الآية من كتاب الله فأودّ أنّ الناس جميعا يعلمون منها ما أعلم.

وقال أبو رجاء العطارديّ (١): رأيت هذا المكان من ابن عبّاس مثل الشراك البالي من الدموع- ووضع أبو رجاء يده عليه- يعني مجرى الدموع.

وعن إبراهيم التيميّ (٢) قال: خلا عمر بن الخطّاب يوما يفكّر كيف تختلف الأمّة ونبيّها واحد، وقبلتها واحدة، وكتابها واحد؟ فدعا ابن عبّاس وسأله عن ذلك فقال ابن عبّاس: أنزل القرآن علينا فقرأناه وعلمنا فيما نزل، وسيكون بعدنا أقوام يقرءونه ولا يدرون فيما نزل فيكون لهم فيه رأي فإذا كان ذلك اختلفوا. فزبره عمر. ثم إنّه أرسل إليه فقال: «أعد عليّ قولك»، فأعاده، فعرف عمر صوابه وأعجبه.

وعن الق [ا] سم بن عوف الشيبانيّ أنّ عبد الله بن عبّاس قال لكعب الأحبار: إنّي سائلك عن أشياء فلا تحدّثني بما حرّف من الكتاب، ولا بأحاديث الرجال. وإن لم تعلم فقل: لا أعلم، فإنّه أعلم لك.

وقال الق [ا] سم بن سلّام: ثنا محمد بن رجاء الواسطيّ: ثنا ابن ثوبان عمّن سمع الضحّاك (٣) يحدّث عن ابن عبّاس أنّه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حدّث إذا حدّثت، إلّا أن تجد قوما

تحدّثهم بشيء لا تضبطه عقولهم، فيكون ذلك فتنة لبعضهم. (قال) وكان ابن عبّاس يخفي أشياء ويفشيها إلى أهل العلم.

وقال ابن أبي مليكة: سافرت مع ابن عبّاس، فكان يسير النهار وينزل الليل فيقوم فيصلّي في نصف الليل يقرأ القرآن، فيكثر أن يقرأ: وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ [ق: ٢١] ثمّ يبكي حتّى نسمع له نشيجا.

وقال عطاء عن ابن عبّاس: لو أخبر الناس ببعض تأويل القرآن لرجموني بالحجارة.

وقال ابن جريج: قال لي ابن أبي مليكة: جاء ابن الزبير مال أوّل ما جاءه. فانطلق ابن عبّاس إليه، وهو في قعيقعان فقال: إنّك قد دعوت الناس إلى ما قد علمت، وقد جاءك مال وبالناس حاجة.

[٢٠٤ ب] فقال ابن الزبير: وما أنت وهذا؟ إنّك أعمى، أعمى الله قلبك.

فقال ابن عبّاس: بل أعمى الله قلبك.

قال ابن الزبير: والله ما أنت بفقيه.

قال ابن عبّاس: والله لأنا أفقه منك ومن أبيك.

فلمّا خرج قال لقائده: من عنده؟

قال: ابنته وامرأته.

قال: فهلّا أخبرتني؟ فو الله لو علمت ما أسمعتهما شتمه. (قال) ثمّ أرسل إليه ابن الزبير أبا قيس الزرقي بأنّا لسنا بأوّل ابني عمّ استبّا، فاكفف عنّي وأكفّ عنك.

قال ابن عبّاس: إن كفّ كففت، وإن أذاع أذعت.

قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة: وكان بينهما شيء. فغدوت على ابن عبّاس فقلت: أتريد أن تقاتل ابن الزبير فتحلّ حرم الله؟


(١) أبو رجاء العطارديّ (ت ١١٧ عن ١٢٨ سنة) - المعارف، ٤٢٧.
(٢) قال ابن قتيبة (المعارف ٦٢٥): من المرجئة.
(٣) الضحّاك بن مزاحم (ت ١٠٢) - المعارف ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>