للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يركب البغلة ويتحنّك على ما كانت عليه عادة أهل مصر قديما.

ومن شعره في مليح سبح في ماء النيل وتلطّخ بالطين [الكامل]:

ومترّب لولا التّراب بجسمه ... لم تبصر الأبصار منه منظرا

فكأنّه بدر عليه سحابة ... والتّرب ليل من سناه أقمرا

وله [دو بيت]:

في السّمر معان لا ترى في البيض ... تالله لقد نصحت في تعريضي

ما الشّهد إذا طعمته كاللبن ... يكفي فطنا محاسن التعريض

وله [البسيط]:

إن أومض البرق في ليل بذي سلم ... فإنّه ثغر سلمى لاح في الظّلم

وإن سرت نسمة في الكون عابقة ... فإنّما نسمة من ربّة الخيم

وكتب إلى الشيخ أثير الدين أبي حيّان (١) من روضة مصر، وبعث بهما إليه مع بعض غلمانه [الدو بيت]:

حيّيت أثير الدين شيخ الأدبا ... أقضي حقّا له كما قد وجبا

حيّيت فتى بطاق آس نضر ... كالقدّ بدا ملئت منه طربا

فأجابه [١١٢ أ]:

أهدى لنا غصنا من ناضر الآس ... أقضى القضاة حليف الجود والبأس

لمّا رأى سقمي أهداه مع رشإ ... حلو التّثنّي فكان الشّافي الآسي

٥٠٨ - النويريّ صاحب نهاية الأرب [- ٧٣٣] (٢)

[٦٠ أ] أحمد بن عبد الوهاب بن محمّد (٣) بن عبد الدائم بن عبادة، شهاب الدين، البكريّ، النويريّ، الشافعيّ.

سمع الحديث وكتب بخطّه كثيرا. وجمع تاريخا كبيرا سمّاه «نهاية الأرب في فنون العرب» (٤) يدخل في ثلاثين مجلّدا، وهو مشهور.

وتقلّب في الخدم الديوانيّة. وكان ذكيّا مليح الشكل، فيه مكارم وأريحيّة وتودّد.

ومات في يوم الحادي والعشرين من رمضان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.

وكتب بخطّه البخاري ثماني مرّات فكان يكتب النسخة ويقابلها ويكتب الطباق عليها ويجلّدها ويبيعها ما بين الألف إلى سبعمائة درهم.

وباع نسخة من تاريخه لجمال الكفاة بألفي درهم. وكان يكتب في اليوم ثلاث كراريس.

وحصل له قرب من الدولة بواسطة شهاب الدين أحمد بن علي بن عبادة وكيل السلطان، فإنّه استنابه في نظر المدرسة الناصريّة والمدرسة المنصوريّة وغير ذلك، ومكّنه من الاجتماع مع الملك الناصر محمد بن قلاوون فصار السلطان يستدعيه كلّ وقت ويتحدّث معه.


(١) الأثير أبو حيّان له ترجمة في المقفّى (محمد بن يوسف- ت ٧٤٥) برقم ٣٦٠٠.
(٢) الطالع السعيد ٩٦ (٥١) - الوافي ٧/ ١٦٥ (١٠٦٧) - وأعيان العصر ١/ ٢٨١ (١٣٦) - الدرر ١/ ٢٠٩ (٥٠٦).
(٣) في الوافي: ابن عبد الكريم عوض محمد. وفي المنهل:
ابن أحمد.
(٤) في المنهل: ... في علم الأدب. والمعروف في المطبوع منه: .. في فنون الأدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>