للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت ولادة كمال الدين أحمد بن عليّ في ذي الحجة سنة أربع وثمانين وخمسمائة. وكان وجيها عند الملك الكامل محمد ابن العادل أبي بكر بن أيّوب. وسمع الحديث بمصر ودمشق من جماعة، وحدّث، وقدم إلى القاهرة. واستنابه بحرّان والجزيرة في سنة سبع وعشرين وستّمائة. وولي التدريس بالمدرسة الناصريّة المجاورة لجامع عمرو بن العاص بمدينة مصر، وتدريس الشافعيّ بالقرافة، ومشيخة الشيوخ بديار مصر.

ثمّ إنّ الملك الصالح نجم الدين أيّوب ابن الملك الكامل بعثه على جيش إلى بلاد الشام.

فسار في العشر الأوّل من ذي الحجّة سنة سبع وثلاثين وستّمائة على طريق القدس. ولقيه الجواد مظفّر الدين يونس، ابن شمس الدين مودود ابنالملك العادل بوادي عور- بضمّ العين وسكون الراء- من شماليّ القدس، بقربه وهو موضع وعر. فظفر الجواد به وذلك في سنة ثمان وثلاثين وستّمائة. وكان مع كمال الدين عسكر مصر في ثلاثة آلاف فارس، ومع الجواد ثلاثمائة فارس. وذلك بسبب المخامرة. فلمّا وقع كمال الدين في القبضة منّ عليه وأطلقه، فعاد إلى القاهرة.

ثمّ قدّمه ثانيا على العساكر فسار إلى غزّة، ومات بها في ليلة الثاني عشر صفر سنة تسع وثلاثين وستّمائة.

وأنشده الصلاح الأربلي قصيدة يمدح فيها الملك الكامل فكتب على ظهرها [البسيط]:

يا ملك الأرض دم في نعمة لترى ... دين الإله وأهل الدين في دعة

أجاد هذا الفتى في وصف مدحكم ... لمّا أصاب مكان القول ذا سعة

٥٢٠ - ابن الكلوتانيّ [٦٥٧ - ٧٣٥] (١)

أحمد بن عليّ بن [محمد بن] حسام، شهاب الدين، ابن عزّ الدين، الكلوتانيّ.

ولد سنة سبع وخمسين وستّمائة، وحدّث.

توفّي بمصر في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.

٥٢١ - أبو العبّاس القسطلانيّ [٥٥٩ - ٦٣٦] (٢)

أحمد بن علي بن محمد بن الحسن، الفقيه الزاهد، أبو العبّاس، ابن أبي الحسن، القسطلانيّ (٣)، المصريّ المولد، المالكيّ.

مولده بمصر في شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وخمسمائة وصحب الشيخ أبا عبد الله محمد بن أحمد القرشيّ (٤) لمدّة طويلة، وجمع من كلامه كتابا. وسمع بمصر من ابن برّي، وأجاز له السّلفيّ.

وأقام بمكّة مدّة حتّى مات بها ليلة الأحد مستهلّ جمادى الآخرة سنة ستّ وثلاثين وستّمائة، ودفن بالمعلّا (٥). وحدّث بمكّة ومصر وغيرهما. وكان قد جمع الفقه والزهد والإيثار مع


(١) الدرر ١/ ٢١٩ (٥٦٠)، والزيادة منها. والكلوتانيّ هو صانع الكلوتة أو الكلفتاه، أو هو بائعها، وهي طاقية للرأس مختلفة الشكل واللون بحسب الرتب والعصور انظر دوزي في المادّة وماير: الملابس المملوكيّة في الفهرس.
(٢) الوافي ٧/ ٢٣٨ (٣١٩٣) - الديباج ٦٧ - شذرات ٥/ ١٢٩ - المنذري ٣/ ٥٠٨ (٢٨٧٥).
(٣) في الديباج: نسبة إلى قسطيلية إفريقيّة.
(٤) أبو عبد الله القرشيّ الزاهد: محمد بن أحمد- له ترجمة رقم ١٦٧٤.
(٥) وردت بالمدّ عند ياقوت أيضا. وقال: موضع بالحجاز، ولم يزد.

<<  <  ج: ص:  >  >>