للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقهاء مصر وذوي رأيها.

ولد سنة أربعين ومائة. روى عن مالك والليث بن سعد، ويحيى بن أيّوب، وعبد الله بن لهيعة، وداود العطّار، وسليمان بن بلال، وطائفة.

وروى عنه سحنون، والحرث بن مسكين، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن إبراهيم بن الموّاز، وهارون بن سعيد الأيلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر، وطائفة.

وخرّج له أبو داود والنسائيّ. ويقال: اسمه مسكين، ولقبه أشهب. وتفقّه على مالك، ثم على المدنيّين والمصريّين. وقال الشافعي رحمه الله: ما رأيت أفقه من أشهب لولا طيش فيه. ولم يدرك الشافعيّ من أصحاب مالك رحمه الله سوى أشهب وابن عبد الحكم، وكانت المنافسة بينه وبين ابن القاسم، وانتهت الرئاسة في العلم إليه بمصر بعد ابن القاسم.

وقال القضاعيّ: كان لأشهب رئاسة في البلد ومال جزيل، وكان من انظر أصحاب مالك.

وقال ابن عبد الحكم: سمعت أشهب يدعو على الشافعيّ بالموت، فذكرت ذلك للشافعيّ فقال متمثّلا [طويل]:

تمنّى رجال أن أموت، وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد [٢٠٦ أ]

فقل للّذي يبغي خلاف الذي مضى ... تزوّد لأخرى غيرها فكأن قد (١)

(قال) فمات الشافعيّ، فاشترى أشهب من تركته عبدا. ثم مات أشهب فاشتريت أنا ذلك

العبد من تركة أشهب.

وقال ابن عبد البرّ: كان أشهب فقيها حسن الرأي والنظر، فضّله ابن عبد الحكم على ابن القاسم.

وقال محمد بن عاصم المعافريّ: رأيت في النوم قائلا يقول: يا محمد! [١٩٧ ب]- فأجبته، فقال [كامل]:

ذهب الذين يقال عند فراقهم ... ليت البلاد بأهلها تتصدّع!

وكان أشهب مريضا، فقلت: ما أخوفني أن يموت أشهب! فمات من مرضه ذلك.

وكانت وفاة أشهب بعد وفاة الشافعي بشهر.

وقيل: بثمانية عشر يوما، في شعبان، أو سلخ رجب سنة أربع ومائتين. ودفن بالقرافة بجوار قبر ابن القاسم رحمهما الله.

٧٩٣ - أصبغ بن عبد العزيز الأمويّ [- ٨٦] (٢)

[١٩٦ أ] أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو زبان، ابن الأمير أبي الأصبغ ابن الخليفة أبي الحكم ابن أبي مروان، القرشيّ، الأمويّ.

استخلفه أبوه عبد العزيز بن مروان على الفسطاط لمّا خرج في سنة أربع وسبعين إلى الإسكندرية. ثم استخلفه مرّة ثانية في سنة خمس وسبعين لمّا وفد على أخيه عبد الملك بن مروان.

فلمّا بعث عبد الملك بن مروان يسأل عبد العزيز أن ينزل له عن ولاية العهد ليعهد إلى الوليد وسليمان ولديه، أبى ذلك وكتب إليه: إن يكن لك


(١) البيتان لعبيد بن الأبرص أو لمالك بن القين. انظر جمهرة رسائل العرب ٢/ ٣٣٧ (رقم ٤٤٢)، وأمالي القالي ٣/ ٢١٨ والعقد ٤/ ٤٤٣ ومروج الذهب ٣/ ٣٧٣.
(٢) الولاة والقضاة ٥٤؛ النجوم ١/ ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>