للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠ وأتى رسولك بالجواب مسلّما ... بإرادة المولى العظيم الأرأف

لي أجرتي: غرف الجنان وحورها ... ونعيمها فأفوز يوم الموقف

صلّى عليك الله ما غسق الدجى ... أو لاح صبح بالضياء المشرف

ومتى بدت شمس النهار منيرة ... في ضوءها الوهّاج حتّى ينطفي

ثمّ إنّ أبا بكر رضي الله عنه، لمّا استخلف بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعث حاطبا إلى المقوقس بمصر، فمرّ على ناحية قرى الشرقيّة، فهادنهم وأعطوه، فلم يزالوا على ذلك حتى دخلها عمرو بن العاص، فقاتلوه. فانتقض ذلك العهد، وهي أوّل هدنة كانت بمصر.

وروى حاطب عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّه قال: من رآني بعد موتي، فكأنّما رآني في حياتي. ومن مات في أحد الحرمين بعث في الآمنين يوم القيامة.

وليس له غير هذا الحديث، حدّث عنه من أهل مصر عبيد بن رفيع الهذليّ. وحدّث عنه [٣١٨ ب] أبو غطيف أنّ عمر بن الخطاب قال: يقاتلكم أهل الأندلس بوسيم حتى يبلغ الدم ثنن الخيل (١)، ثمّ ينهزمون.

وكان حاطب تاجرا يبيع الطعام، وكان حسن الجسم، خفيف اللحية، أحنى إلى القصر ما هو شثن (٢) الأصابع.

ودعا له النبيّ صلّى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: رضي الله عنك! رضي الله عنك!

١١١٧ - حبشيّ السلميّ رأس المغاربة [- ٣٢٤] (٣)

[٤٢٣ أ] حبشيّ بن أحمد، السلميّ، أبو مالك.

ترأّس على المغاربة الذين كانوا بمصر في أيّام الفتن التي حدثت بها بعد موت الأمير تكين بين أبي بكر محمد بن عليّ الماذرائيّ وبين أبي بكر محمد بن تكين، وصار حبشيّ بأصحابه في جملة الماذرائيّ.

فلمّا ولي أحمد بن كيغلغ مصر، نزغ (٤) الشيطان بين الجند فافترقوا فرقتين، فكان جيكويه (٥) على أهل مصر، وحبشيّ على المغاربة، واقتتلوا في يوم الثلاثاء خامس ذي الحجّة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، فقتل من المغاربة نحو الأربعين رجلا. وفّر حبشيّ بمن بقي إلى الجيزة وعسكر. ثم سار إلى أسيوط وأقام بها.

ثمّ عاد بالمغاربة إلى الجيزة سلخ صفر سنة اثنتين وعشرين [وثلاثمائة]، فخرج إليهم جند مصر لقتالهم. فوقع الصلح بين الفريقين يوم الثلاثاء


- رسول الله صلّى الله عليه وسلم شثن الكفّين والقدمين. ويحمد ذلك في الرجال لأنّ القبضة تكون أشدّ. (النهاية).
(١) الوسيم لم نفهمها، ولعلّها تعني الجمع الغفير كما في المواسم، أو الخيل الموسومة أي المعلّمة بعلامة، وإن كان الوسم أي الكيّ مخصوصا بالإبل. ولعلّها: الوسيم:
الحسن الوجه، كناية عن الخيل الفرهة النشيطة. وثنن الخيل شعرات في حوافرها، وقد وردت في حديث فتح نهاوند: وبلغ الدم ثنن الخيل (اللسان والنهاية).
(٢) الشثونة: غلظ الكفّ وخشونة المفاصل، وكان-
(٣) كتاب الولاة والقضاة ٢٨٤، و «المغاربة» كانوا صنفا من المرتزقة في الجيش المصريّ، يستند إليهم الولاة لصرف منافسيهم على الحكم. وهذا الفريق سبق بكثير دخول الفاطميّين إلى مصر، ويظهر أنّه بعيد عن التشيّع. ثمّ إنّ حبشيّ وجماعته من أنصار أحمد بن كيغلغ لمّا ثبتت ولاية الإخشيد على مصر، نزحوا إلى برقة وأخذوا يغرون القائم العبيدي باحتلال مصر. فجهّز القائم جيشا في سنة ٣٢٤ حسب رواية الكنديّ ٢٨٧، فتصدّى له الإخشيد.
(٤) نزغ الشيطان بينهم: أفسد.
(٥) قائد المصريّين في قراءة رفن فست: حبكويه (الولاة والقضاة ٢٨٤) بالحاء المهملة والباء الموحّدة التحتيّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>