للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مقبولين عند أبي عبدة.

توفّي سنة إحدى وستّين ومائتين.

٢٢٢٩ - محمّد بن خير الزناتيّ [- ٣٦٠]

محمّد بن الخير بن محمّد بن خزر، الزناتيّ.

أكثر ملوك المغرب سلطانا في وقته على زناته وغيرهم. وامتنع على المعزّ لدين الله أبي تميم معدّ، وعزّ عليه أخذه وطاعته له. فبينا أبو الفتوح يوسف (١) بن زيري بن مناد الصنهاجيّ جالس إذ أقبل عليه رجلان من خاصّة محمّد وأعلماه أنّه بموضع كذا متنزّها في شرذمة من أهله وخاصّته، فبادر إليه ليلا وصبحه، وهو يشرب في روضة مع طائفة من إخوته وأهل بيته. فلمّا أحاط به وضع سيفه في نحره وتحامل عليه حتى خرج من ظهره، مخافة أن يؤخذ أسيرا. وذلك في يوم الخميس لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ٣٦٠ (٢)، فحزّ يوسف رأسه وأنفذ به إلى المعزّ، فقدم لثلاث بقين منه إلى المنصوريّة من عمل القيروان، فبعث به إلى مصر فقدم في شعبان منها ومعه ثلاثة آلاف رأس فطيف بها، وقرئ كتاب المعزّ على المنبر بخبره (٣).

٢٢٣٠ - ابن دانيال الكحّال الطبيب [٦٤٨ - ٧١٠] (٤)

محمّد بن دانيال بن يوسف بن عبد الله- وقيل:

محمّد بن دانيال بن أحمد بن معتوق- شمس الدين، أبو عبد الله، الخزاعيّ، الموصليّ، الطبيب، الكحّال.

مولده بالموصل يوم الثلاثاء تاسع عشر ذي الحجّة سنة ثمان وأربعين- وقيل: ستّ، وقيل:

سبع وأربعين- وستّمائة. وتوفّي بالقاهرة ليلة الأحد ثامن عشرين جمادى الآخرة سنة عشر وسبعمائة.

وكان كثير المجون والنوادر، له نظم حلو ونثر عذب وطباع داخلة، ونكت غريبة ونوادر عجيبة.

وكان يجلس بحانوت داخل باب الفتوح من القاهرة لمداواة أعين الرمدى. فمرّ به جماعة، وقد ازدحم الناس على حانوته ليكحّل أعينهم، ووقفوا عليه ليمجنوا معه. فقال له أحدهم: يا حكيم، هل تحتاج إلى عصيّ؟ - يريدون أنّ الذين كحّل أعينهم يعمون لسوء طبّه. فأجابهم سريعا:

لا، إلّا أن يكون فيكم من يقود لله، فليأت! - فخجلوا وانصرفوا عنه.

وأنعم عليه الملك الأشرف خليل بفرس، فرآه بعد أيّام على حمار رديء، فقال: يا حكيم، ما أعطيناك فرسا لتركبه؟


- فيوقعون بزيري بن مناد في رمضان ٣٦٠ ويلقى حتفه في المعركة (النويري، نهاية الأرب ٢٤/ ١٦٥)، فانتقم ابنه بلقين- يوسف- من زناتة شرّ انتقام. ولكنّ مقتل محمّد بن الخير سبق مقتل زيري كما يظهر هنا.
(١) هو بلقين بن زيري الذي سيوليه المعزّ ملك إفريقيّة والمغرب عند رحيله.
(٢) ابن خلدون ٤/ ٤٩ يذكر السنة: ٣٦٠ دون الشهر، وكذلك ابن الأثير (سنة ٣٦٠)، وفي الاتّعاظ ١٨٠، يذكر المقريزيّ التاريخ نفسه: ١٧ ربيع الثاني ٣٦٠.
(٣) في عيون الأخبار ٧٠٨ نقلا عن ابن زولاق، وصل رأس الزناتي- ويسمّيه مخرمة بن محمّد بن خزر- مع ثلاثة آلاف رأس أخرى في شعبان ٣٦٠.
وهذه الترجمة شاهد على ما لاحظناه في مقدّمة الكتاب: أنّ المقريزيّ ترجم لمن دخل مصر حيّا أو ميتا.
وفي رواية المؤرّخين أنّ زناتة ستتحالف مع الحمدوني أمير المسيلة- وكان يحقد على الصنهاجيّين-
(٤) الوافي ٣/ ٥١ (٩٥١)، فوات ٣/ ٣٣٠ (٤٤٣)، الدرر ٤/ ٥٤ (٣٦٨٥)، النجوم ٩/ ٢١٥، مسالك الأبصار ١٩/ ٢٣٤ (١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>