للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها أبوه، وتحوّل منها إلى المدينة النبويّة.

١٧١٥ - الصرائريّ التونسيّ [- ٤١٨] (١)

محمد بن أحمد بن خليفة، أبو الحسن، التونسيّ، المعروف بالصرائريّ.

تأدّب بتونس وقال الشعر على طريقة ابن حجّاج في هجوه وسخفه. قال ابن رشيق في الأنموذج: كان يصحب القاضي حسين بن مهنّا الفاسيّ، وأخذ بزيّه في ترك شاربه لا يحفيه تشبّها برجال الدولة من صنهاجة. فشكاه إليه بعض أصحابه فأسمعه، وقال له في بعض كلامه: أنا ظلمتك لأنّي جعلتك تنفخ شاربك كبرا وطغيانا.

فسكت الصرائريّ وانصرف وقصّ شاربه، وأودعه رقعة كتب فيها [السريع]:

الله يا قاضي على ما أرى ... أراحني منك ومن كاتبك

كسبت في أيّامكم شاربا ... [فخذه والسلح] علي شاربك

وسافر من البلد.

(وقال ابن رشيق): حدّثت عمّن رآه في السوق ماشيا في فرو أحمر قديم ما يواري ركبتيه وقلنسوة مثله وهو يشتري لحما. قال: فتواريت عنه إكبارا له وحياء من رؤيته على تلك الحال. واتّبعته إلى بيته، فلمّا عرفته، ذهبت فأتيته بثياب لأجعلها عليه ونفقة ليغيّر بها حاله، فإذا هو يصلح القدر وعليه ثياب نفيسة وعمّة شريفة. فسلّمت عليه متعجّبا منه. فقال: ما لك؟

فقصصت عليه القصّة. فأثنى بخير وقال:

[٦٩ أ] قابلت العامّة العمياء بما يشبهها- وأنشد بعد إطراق ساعة [الكامل]:

هانت عليّ النفس وهي كريمة ... من أجل قوم بينهم أتصرّف

فلقيتهم فيما يليق بمثلهم ... ورجوت أنّي بينهم لا أعرف

وإذا خلوت بهمّتي لم يرضني ... إلّا الأجلّ من الأمور وأشرف

وكثرت زلّاته فطلب فتوجّه إلى مصر. ومات بريفها سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وقد قارب الستّين سنة.

والصرائريّ بصاد مهملة وراءين مهملتين.

١٧١٦ - شهاب الدين الخويّيّ [٦٢٦ - ٦٩٣] (٢)

محمد بن أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى، شهاب الدين، أبو عبد الله، ابن شمس الدين أبي العبّاس، المهلّبيّ، الأزديّ، الخويّيّ الأصل، الدمشقيّ المولد، الشافعيّ.

[أبوه شمس الدين الخويّيّ] [٥٨٣ - ٦٣٧]

ولد أبوه بخوي في شوّال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. وسمع بنيسابور المؤيّد ابن محمد بن عليّ الطوسيّ، وحدّث عنه. وقدم إلى حلب وسمع بها وأقام فيها مدّة. ثمّ سار إلى دمشق وحضر مجلس الملك المعظّم عيسى ابن العادل فأعجبه كلامه ونفق عليه وارتفعت حاله عنده إلى أن ولّاه قضاء القضاة بدمشق والتدريس بالمدرسة العادليّة. فسلك أحسن المسالك ولازم العفّة والصلاح، وحمدت طريقته وشكرت سيرته.

فلمّا مات المعظّم وقام من بعده الملك الناصر داود استمرّ به. ثمّ ولي القضاء معه محيي الدين


(١) الوافي ٢/ ٦١ (٣٥٤)، الأنموذج ٣٥٥.
(٢) بغية الوعاة ١٠، الوافي ٢/ ١٣٧ (٤٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>