للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: هو آمن إذا رأيته.

واستأذن له في الحجّ فقال: إن حجّ ظاهرا فقد أذنت له.

فلم يحجّ.

ومات يونس بن عبيد الفقيه مولى عبد القيس فمشى عبد الله بن علي وسليمان في جنازته.

وأراد المنصور استخراج مزارع من البطيحة فضجّ أهل البصرة وقالوا: «إنّما نستعذب الماء من البطيحة». وأتوا عبد الله بن علي فقال [وا]: «انزل يا أمير المؤمنين إلينا نبايعك! » وكفّهم سليمان بن علي وفرّقهم.

وكان عبد الله بن علي يجمّع بالبصرة، ويقعد في خلفه يزيد الرقاشيّ، فوجّه المنصور سليمان بن مجالد وأمره بإبلاغ سليمان بن علي أن يشخص عبد الله معه، وكتب إليه في ذلك، فلم يفعل وقال: «قد جعلت له عهد الله أن أتوثّق له».

فولّى المنصور سليمان بن مجالد بريد البصرة وأخبارها. ووجّه روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب ابن أبي صفرة إلى البصرة في أربعة آلاف من أهل البأس والنجدة والطاعة، وأظهر أنّه قد ولّاه عمان ونواحيها. ثم وجّه سفيان بن معاوية واليا على البصرة في جيش كثيف، وبعث أبا الأسد القائد في جيش وأمره أن يقيم على [٢٤٣ ب] آخر البطيحة. ودخل سفيان البصرة وتسلّمها من سليمان بن علي. ووجد عليه المنصور لما كان منه في أمر عبد الله بن عليّ. وتتامّ بالبصرة أكثر من اثني عشر ألفا من أهل خراسان.

[أمان عبد الله بن علي وتشديد ابن المقفّع فيه]

وكتب سليمان بن علي إلى أخيه عيسى بن عليّ يسأله أن يستأذن له المنصور في القدوم عليه منفردا، فقدم ودخل مع عيسى إلى المنصور وكلّماه في أمان عبد الله بن عليّ فأجابهما إلى ذلك. وكان عبد الله بن المقفّع كاتب عيسى بن علي فأمره فكتب له أمانا تعدّى فيه ما يكتبه الخلفاء من الأمانات، وكتب: فإن لم يف أمير المؤمنين بما جعل له فهو بريء من الله ورسوله، والأمّة في حلّ وسعة من خلعه.

[[نقض المنصور للأمان]]

ثم شخص عيسى وسليمان ابنا علي من البصرة، ومعهما عبد الله بن علي. ووكّل بهم سفيان بن معاوية قائدا يقال له عقبة بن عازب في ألف وبعثأبا الأسد معهم. فلمّا صاروا إلى واسط تسلّم عاملها عبد الله بن علي، ثم سلّمه إلى أبي الأسود فأورده الكوفة. وكان المنصور قد وقّع في الأمان: «هذا الأمان نافذ إن رأيت عبد الله».

فلمّا قدم به ورأى [ ... ] في بابه قال لأبي الأزهر المهلّب بن عبثر: «إذا أمرتك بإدخال عبد الله عليّ فلا ترني وجهه وأدخله المقصورة». ففعل ذلك ووكّل به الحرس. وكلّمه فيه بنو عليّ فجعل يقول: أقسمت عليكم لمّا لم تكلّموني فيه، فإنّه أراد أن يفسد علينا وعليكم أمرنا.

ومكث محبوسا تسع سنين. ثم حوّله من عنده إلى عيسى بن موسى وأمره [٢٤٤ أ] بقتله في خفية فحبسه وأراد قتله فقال له أبو عون يونس بن فروة الأنباري- وكان كاتبه: «إن قتلته فنكّل به! » فأمسك عن قتله.

ثم إنّ المنصور سأل عيسى بن موسى عنه فقال: قتلته.

فأظهر غضبا وقال: أتقتل عمّي؟ لأقتلنّك به!

فقال: إنّي والله خفت هذه منك فاستبقيته.

قال: فادفعه إلى المهلّب بن العبثر.

فدفعه إليه، فغمّه وجارية له حتى ماتا، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>