للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في معاندة طشتمر نائب حلب حتى كان ما كان.

٨٣٩ - الطنفش الجماليّ [- ٧٤٥] (١)

كان مملوك الأفرم، ثمّ تنقّل في الخدم بعده، وولّاه الناصر محمد الشرقيّة. ثمّ استقرّ أستادارا لابن السلطان آنوك (٢)، ثم استقرّ أستادار السلطان.

وكان شهما كثير العصبيّة لمن يعنى به، مع سوء معاملة.

ومات في سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وهو صاحب التربة بالقرب من جامع الماردانيّ.

٨٤٠ - ألماس الحاجب [- ٧٣٤] (٣)

[٢٢٥ أ] ألماس الناصريّ الحاجب، الأمير سيف الدين، أحد المماليك الناصريّة محمد بن قلاوون.

ترقّى في الخدم حتى صار من أكبر أمراء الدولة، واستقرّ حاجبا. فلمّا أخرج السلطان الأمير أرغون النائب إلى نيابة حلب شغر منصب النيابة، فعظمت رتبة ألماس وجلس في منزلة النيابة، إلّا أنه لم يسمّ بالنائب، وركبت الأمراء في خدمته عن آخرهم، وجلس بباب القلّة من قلعة الجبل في رتبة النيابة، ووقف الناس بين يديه.

وما زال على ذلك إلى أن حجّ السلطان سنة

اثنتين وثلاثين [وسبعمائة] وتركه بالقلعة ومعه الأمير جمال الدين آقوش نائب الكرك، والأمير أقبغا عبد الواحد، والأمير طشتمر حمّص أخضر، ولم يدع سوى هؤلاء الأمراء، بل أخذ منهم طائفة في خدمته وفرّق بقيّتهم في أعمال مصر، وتقدّم إليهم أن [لا] يدخلوا القاهرة حتى يعود من حجّه.

فلمّا قدم من الحجاز تغيّر على ألماس وقبض عليه في صفر. وذلك أنّه بلغه عنه أنّه كان مدّة الغيبة يراسل آقوش نائب الكرك ويواده- وكانت العادة أنّ الأمراء لا يخالط أحد منهم الآخر- وأنّه بدت منه مع ذلك قبائح من معاشرة الأحداث ومن كلام حفظ عليه في حقّ السلطان، وأنّه شغف بشابّ من أولاد الحسينيّة خارج القاهرة يعرف بعمير كان ينزل إليه ويجمع الأويراتيّة (٤) مع عمير هذا ويعاقرهم الخمر. وأضيف إلى هذا كلّه أنّ الأمير بكتمر السّاقي لمّا مات بطريق الحجاز وجد فيما وجد له حرمدان (٥) فيه جواب ألماس له يتضمّن: إنّي أحفظ لك القلعة إلى أن تجيء.

فلم يحتمل السلطان ذلك، وسلّمه بعد القبض عليه [٢٢٢ ب] لآق بغا عبد الواحد، فخنق بعد ثلاثة أيّام بقلعة الجبل في ليلة الثاني عشر من صفر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة. وحمل إلى جامعه خارج باب زويلة فدفن فيه. وأحيط بموجوده فوجد له ستّمائة ألف درهم فضّة وأربعة آلاف دينار ذهبا وفلوس بمائة ألف درهم، وثلاثون حياصة من ذهب، ومثلها كلوتات من ريش، ومثلها خلع حرير، سوى جواهر وتحف نفيسة. وأخذ رخام


(١) الدرر ١/ ٤٣٨ (١٠٦١)، السلوك ٢/ ٦٧٤، وهو فيه الطنقش بالقاف.
(٢) آنوك ابن محمد بن قلاوون، ترجمته آتية برقم ٨٤٧ ص ١٧٥.
(٣) الوافي ٩/ ٣٧٠ (٤٢٩٦)، وأعيان العصر ١/ ٦١٦ (٣٣٤)؛ الدرر ١/ ٤٣٨ (١٠٦٣)، النجوم ٩/ ٣٠١، المنهل ٣/ ٨٩ (٥٤٨ م)، السلوك ٢/ ٣٦٥.
(٤) الأويراتيّة: سبق التعريف بهم ١/ ٢١٤ هـ ٣، وقال المقريزي (خطط ٢/ ٢٢) إنهم كانوا يسكنون الحسينيّة فيقصد أولادهم وبناتهم لجمالهم (أيمن فؤاد السيد:
مسوّدة الخطط ٣٨٨).
(٥) الحرمدان: كيس أو خريطة من جلد (دوزي).

<<  <  ج: ص:  >  >>