للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخويّيّ وشرحها. وكان يقرئ العروض زمانا بالصناعة فأخذ منه أهل الأدب. وقدم مصر.

ومات في سنة ثنتي وعشرين وسبعمائة.

وقال وهو بمصر متشوّقا إلى دمشق [الكامل]:

لي نحو ربعك دائما يا جلّق ... شوق أكاد به جوّى أتمزّق

وهمول دمع من جوى بأضالعي ... ذا مغرق طرفي وهذا محرق

أشتاق منك منازلا لم أنسها ... أنّى، وقلبي في ربوعك موثق؟

طلل به خلقي تكوّن أوّلا ... وبه عرفت بكلّ ما أتخلّق

٥ وقف عليك لذا التأسّف والبكا ... قلبي الأسير ودمع عيني المطلق

أدمشق لا بعدت ديارك عن فتى ... أبدا إليك بكلّه يتشوّق

أنفقت في ناديك أيّام الصّبا ... حبّا وذاك أعزّ شيء ينفق

ورحلت عنك ولي إليك تلفّت ... ولكلّ جمع صدعة وتفرّق

فاعتضت عن أنسي بظلّك وحشة ... منها وهى جلدي وشاب المفرق

١٠ فلبست ثوب الشيب وهو مشهّر ... ونزعت ثوب الشرخ وهو معتّق

ولكم أسكّن عنك قلبا طامعا ... بوعود قربك وهو [شوقا يخفق]

[٢٠٦ أ] والريح تكتب في الجداول أسطرا ... خطّ له نسخ النسيم محقّق

والطير تقرأ والنسيم مردّد ... والغصن يرقص والغدير يصفّق

ومعاطف الأغصان غنّتها الصبا ... طربا فذا عار وهذا مورق

١٥ وكأنّ زهر اللوز أحداق إلى ال ... زوّار من خلل الغصون تحدّق

وكأنّ أشجار الغياض سرادق ... في ظلّها من كلّ لون نمرق

والورد با [لألوان] يجلو منظرا ... ونسيمه عطر كمسك يعبق

فبلابل منها تهيج بلابلا ... وكذاك أثواب الشقيق تشقّق

وهزاره يصبو إلى شحروره ... ويجاوب القمريّ فيه مطوّق

٢٠ فكأنّما في كلّ عود صارخ ... عود حلا مزمومه والمطلق

والورق في الأوراق يشبه شجوها ... شجوي، وأين من الطليق الموثق؟

٢٠٥٠ - أبو نصر ابن النقيب [- ٦٨٧] (١)

محمّد بن الحسن بن شاور، ناصر الدين، أبو نصر، المعروف بابن النقيب، الكنانيّ [ ... ] (٢).

ومن شعره [المتقارب]:

ألا يا إمام الملاح اتّئد ... لقد ذلّ من بالجمال انتصر

ولا بدّ تخلع عمّا قليل ... إذا قام عارضك المنتظر

وقال [الطويل]:

خيال الفتى في كلّ صاف لعينه ... كصوت الصدى في سمعه إذ يجاوب

فيسمع من ذا ناطقا وهو صامت ... ويبصر من ذا حاضرا وهو غائب


(١) حسن المحاضرة، ١/ ٥٦٩ (٦٢) - مسالك الأبصار، ١٨/ ٢٢١ (٣٢) والنماذج من شعره كثيرة فيه.
(٢) بياض بقدر أربعة أسطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>