للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجاور بمكّة حتى مات.

١٥٣٠ - عبيدة بن عبد الرحمن السّلميّ والي إفريقيّة [- بعد ١١٦] (١)

[٢٢٦ أ] عبيدة بن عبد الرحمن بن حكيم بن أميّة ابن حارثة بن الأوقص، الذكوانيّ، السلميّ.

وهو ابن أخي أبي الأعور السلميّ. ونسب نسبا هو أصحّ من هذا، فقيل: هو عبيدة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الأعور السلميّ- واسمه عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعيد بن فائض بن الأوقص بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهتة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان.

من أهل دمشق. ولي أذربيجان في خلافة عمر بن عبد العزيز. حدّث بمصر. روى عنه بكر بن سوادة وعبد العزيز بن يحيى بن ديسان وولّاه هشام بن عبد الملك بن مروان إفريقيّة والأندلس في صفر سنة عشر ومائة- وقيل في المحرّم منها. فمضى إلى إفريقيّة. وأغزى فيها عثمان بن أبي عبيدة بن عقبة البحر، فخرج بصقليّة. وعقد لأخيه حبيب بن أبي عبيدة على سبعمائة فلقوه وأسر بطريقهم وهزمهم الله.

وأخرج في سنة إحدى عشرة من إفريقيّة المستنير بن الحبحاب الحرشيّ غازيا إلى صقليّة في ثمانين ومائة مركب، فحاصرهم وهجم [ ... ] بريح طيّبة [ ... ] حتّى نجح. فجاءت ريح عاصف فغرّقت مراكبهم فلم يسلم منها إلّا سبعة عشر مركبا. ووقع المركب الذي كان فيه المستنير إلى ساحل إطرابلس. فكتب عبيدة إلى عامله على إطرابلس يزيد بن مسلم الكنديّ يأمره أن يشدّه

وثاقا ويبعث معه ثقة. فبعث به في وثاق. فلمّا قدم عليه جلده حدّا وجيعا وطاف به القيروان على أتان، ثمّ جعل يضربه في كلّ جمعة مرّة: وذلك أنّ المستنير أقام بأرض الروم حتّى برك عليه الشتاء واشتدّت أمواج البحر وعواصفه. فلم يزل محبوسا عنده.

وأغزى في سنة ثنتي عشرة ومائة ثابت بن خثعم من أهل الأردنّ صقليّة، فأصاب سبايا وغنائم وسلم.

وأغزى في سنة أربع عشرة من إفريقيّة عبد الملك بن قطن صقليّة، فغنم وسلم.

وأغزى أيضا عبد الله بن زياد الأنصاري سردانية فغنم وسلم.

وفي سنة خمس عشرة أغزى من إفريقيّة بكر بن سويد فأتى صقليّة فلقيه الروم فرموا مراكبه بالنار.

وكان عبيدة قد ولّى عبد الرحمن بن عبد الله العكّي على الأندلس وكان رجلا صالحا، فغزا إفرنجة وهم أقاصي عدوّ الأندلس، فغنم غنائم كبيرة وظفر بهم. وكان فيما أصاب رجل من ذهب مفضّضة بالدرّ والياقوت فأمر بها فكسرت ثمّ أخرج الخمس وقسم سائر ذلك في المسلمين الذين كانوا معه. فبلغ ذلك عبيدة فغضب غضبا شديدا وكتب إليه كتابا يتوعّده فيه فكتب إليه عبد الرحمن: «إنّ السّماوات والأرض لو كانتا رتقا لجعل الرّحمن للمتّقين منها مخرجا». ثم خرج إليهم أيضا غازيا فاستشهد وعامّة أصحابه في سنة خمس عشرة ومائة.

فولّى عبيدة بعده على الأندلس عبد الملك بن قطن.

ثم خرج عبيدة إلى هشام بن عبد الملك وخرج معه بهدايا وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة


(١) الأعلام، ٤/ ٣٥٧ - الاستقصاء، ١/ ١٠٤ - تاريخ إفريقيّة والمغرب للرقيق، ١٠٤ أو ٦٨ (بيروت).

<<  <  ج: ص:  >  >>