للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٠٨ - بيبغا أروس القاسميّ [- ٧٥٤] (١)

[٣١٩ ب] بيبغا أروس القاسميّ، الأمير سيف الدين، أحد المماليك الناصريّة محمد بن قلاوون.

ترقّى في الخدم إلى أنّ عمله السلطان من الخاصّكيّة. وأوّل ما شهر ذكره في أيّام الصالح إسماعيل، فترقّى حتى صار من أمراء الألوف.

وأنعم عليه المظفّر حاجّي في يوم بألفي دينار ومائة قطعة قماش وأربعة أرؤس خيل مسرجة بسروج ذهب، وعمله أمير مجلس.

ثمّ استقرّ نائب السلطنة بديار مصر عوضا عن الأمير أرقطاي في خامس شوّال سنة ثمان وأربعين وسبعمائة. فلم يزل إلى أن توجّه إلى الحجّ، فعزله السلطان الملك الناصر حسن بالأمير بيبغا ططر (٢) في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين.

وكان قد شكر في نيابته لقلّة ظلمه، و [ل] أنّ من مات أعطى ابنه إقطاعه أو مرتّبه.

ثمّ كتب بإمساكه فأمسك على ينبع في سادس عشرين ذي القعدة وقيّد. فأخذه الأمير طاز معه حتى طاف وحجّ وهو مقيّد. ثمّ مضى به الأمير طينال الجاشنكير إلى الكرك، فدخلها يوم الأحد سابع محرّم سنة اثنتين وخمسين.

ثمّ أفرج عنه الصالح صالح، وقدم إلى القاهرة، وولي نيابة حلب عوضا عن الأمير أرغون الكامليّ. ومضى به الأمير عزّ الدين طقطاي مسفّره، فقدم غزّة، وبها الأمير بيبغا تتر. وقد

عزل من نيابة السلطنة بديار مصر بالأمير قبلاي.

فعمل له سماطا وقبض عليه وبعث به إلى الكرك ليعتقل بها، وذلك في شعبان منها. ثمّ أفرج عنه وقدم في نصف رجب (٣) منها وخلع عليه بنيابة حلب في تاسع عشره عوضا عن أرغون الكامليّ، ونقل أرغون لنيابة دمشق. فسار إلى كفالته وصحبته مسفّره [٣٢٠ أ] الأمير طقطاي. فلم يقم بحلب سوى عدّة أشهر وخرج عن الطاعة ووافقه الأمير شهاب الدين أحمد الساقي نائب حماة، والأمير بكلمش نائب طرابلس، وابن دلغادر قراجا وحيّار (٤) بن مهنّا، والطنبغا برناق نائب صفد، فخرجت العساكر طائفة بعد أخرى من القاهرة لحربه، بعد أن كتب إليه أن يحضر.

ثمّ سار الملك الصالح صالح في سابع شعبان سنة ثلاث وخمسين وقد بلغه خروج بيبغا أروس من حلب بجموعه في ثالث عشر رجب ونزوله على حماه ثمّ على حمص، وأنّه لمّا وصل إليه الكتاب بحضوره قبض على من حمله إليه وقيّده.

ودخل دمشق في خامس عشرينه وقد سار عنها الأمير أرغون النائب إلى الرملة بغير ممانع. فلمّا بلغه مسير السلطان رحل من أصحابه قراجا بن دلغادر وحيّار بن مهنّا بمن معهما، فاضطرب أمره وتفخّذ (٥) عنه كثير ممّن معه، وخرج يريد حلب في تاسع عشر شعبان. فكانت مدّة إقامته بدمشق


(١) أعيان العصر ٢/ ٨٦ (٥٠٤)؛ الوافي ١٠/ ٣٥٦ (٤٨٥١)؛ الدرر ٢/ ٤٤ (١٣٨٧)؛ المنهل ٣/ ٤٨٦ (٧٣١)؛ السلوك ٢/ ٩٣٥؛ النجوم ١٠/ ٢٩٣؛ بدائع الزهور ١/ ٥٥٢.
(٢) يرد هذا اللقب أحيانا بتاءين: تتر، وتقدّم بيبغا تتر قبل هذا مباشرة.
(٣) اضطراب في التاريخ: قبض عليه في شعبان (ستة ٧٥٢) وأفرج عنه في رجب منها؟ ولا وضوح في روايتي الوافي ١٠/ ٣٥٨ والأعيان ٢/ ٨٨.
(٤) في أعيان العصر: زين الدين قراجا ئب الأبلستن، وفي خصوص حيّار أخذنا بقراءة الدرر ٢/ ١٦٩ (١٦٣٨) لضبط هذا الاسم، وكذلك الدليل الشافي ١/ ٢٨٠ (٩٦٧).
(٥) هكذا أيضا في السلوك ٢/ ٨٧١ وقد شرحها الناشر بمعنى: تأخّروا عنه وخذلوه، وفي التاج: تفخّذ الرجل:
تأخّر عن الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>